عبد الملك بن مروان هربَ من الوباء خائفًا من الموت
قيل: إنَّ الخليفة عبدَ الملك هرب من الطاعون فركب ليلًا وأخرج غلامًا معه، فكان ينام على دابته، فقال للغلام: حدِّثنى.
فحدّثه حديثًا فقال: بلغني أنّ ثعلبًا كان يخدم أسدًا لِيحميه ويمنعه مما يريده، فكان يحميه فرأى الثعلبُ عقابًا فلجأ إلى الأسد، فأقعده على ظهره، فانقض العقابُ واختلسه، فصاح الثعلب: يا أبا الحارث أغِثْنِي واذكُرْ عهدَك لي.
فقال: إنّما أقدر على منعك من أهل الأرض، فأمّا أهل السماء فلا سبيل إليهم.
فقال عبد الملك: وعظتَنِيْ وأحسنتَ، وانصرف ورضي بالقضاء[1].
أيُّها الإخوة الكرام! الأوبئةُ ابتلاءٌ من الله تعالى يمتحِنُ بها العبادَ، والحذرُ واجبٌ ولكن لا يُبالغُ فيه، لأنّ عُقابَ الوباء يستطيعُ أن يخطِفنا عن ظَهر الأسد.
لذلك ينبغي علينا أن نكون راضين بقدَر الله تعالى، والأخذُ بالإجراءات الاحترازية للوقاية من البلاء يتطلَّبُ من كلّ عاقل سليم، ومن يتبع التوجيهاتِ الإسلامية في أمور حياته يتصدَّى