«كَانَ الرَّجُلُ يُدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، قَالَ: فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ» [1] .
عند انتشارِ الوباء يَلجأ المرءُ إلى أخذ الأسبابِ بكلّ ما بوسعه للوقاية من الإصابة، وقد يُبالغ فيه حتى ينسى مُسببَ الأسباب مع أنّ الهمومَ والابتلاءَات لا تأتي إلّا ليكون المرءُ أقرب إلى الله تعالى ويعودُ لطاعته ويبتعد عن معصيته ويَقضي حياته في الطاعة ويحصّل الرضى والعاقبة الحسنى.
إنّ الدواء الذي يفيد المصاب بوباء مّا فيتعافى بمجرد جرعة بسيطة منه، لكن هناك شخص آخر مثلُه في الإصابة، وعندما يتناول الدواءَ نفسَه لا يستفيد بل قد يزداد سوءًا، مع أنّهما أخذا نفس الدواء بالطريقة نفسِها للمرض نفسه! فلماذا أثَّر الدواءُ في الأول ولم يؤثر في الآخر؟ هل فكر الملحدون بهذا؟ لا شك إنّ الذي يَضعُ الأثرَ في الدواء يَقدر على إزالة الأثر منه أيضًا، ولا أحد يقدر على ذلك إلّا الله تعالى، ولو قَبِل الكفارُ هذه الحقيقةَ لاستطاعوا الخروجَ من ظلام الضلال إلى نور الهداية، اللهم ارزقهم نعمة الإسلام.