عنوان الكتاب: فيروس كورونا

الأيّام العادية، والأعجب أنّهم قد يرفعون أسعارَ بعض السِّلع عشرات الأضعافِ أو المئات ويؤدي ذلك لخلْق أزمةٍ أخرى مُصطنعَةٍ بادخارهم البضائع، وهو غير جائز، لذلك نرجو أن تساعدوا الناسَ بترخيص السِّلع لينتفعَ المسلمون الذين لا يستطيعون شراءَها وخصوصًا من فقد الوظائف والأعمال أو غيرهم.

وقد كان السلفُ الصالح يتعاملون مع الناس في الأزمات بطريقة مثالية وأخلاقٍ عالية، فعن بعض السلف رحمه الله تعالى: أنَّه كان بواسط فجهَّز سفينة حنطة إلى البصرة، وكتب إلى وكيله، بِعْ هذا الطعام يوم يدخل البصرة، ولا تؤخِّره إلى غدٍ، فوافق سعة في السعر.

فقال له التجَّار: لو أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه، فأخّره جمعة، فربح فيه أمثاله، وكتب إلى صاحبه بذلك، فكتب إليه صاحب الطعام، يا هذا، إنَّا كنَّا قنعنا بربحٍ يسيرٍ مع سلامة ديننا، وإنَّك قد خالفت، وما نحبُّ أن نربح أضعافه بذهاب شيءٍ من الدين، فقد جنيت علينا جناية، فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال كلَّه فتصدَّق به على فقراء البصرة، وليتني أنجو من إثم الاحتكار كفافًا، لا عليَّ ولا لي[1].


 

 



[1] إحياء علوم الدين، كتاب آداب الكسب والمعاش، ٢/٩٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

94