عنوان الكتاب: فيروس كورونا

لمشاكل الحياة بالصبر، وعند المحن والشدائد ينظُرُ إلى النِّعَم التي أنعم اللهُ تعالى بها عليه، لا يشتكي إلى المخلوقِ في كل صغير وكبير، لأنّ الشَّكوى لغير الله مَذَلَّة، ولا يُثير الخوفَ والذَّعرَ في مجتمع حزينٍ.

العبدُ الكاملُ يُواجهُ التحدياتِ بكل همَّة وشُجاعة، ويُساعدُ الناسَ بكل الطرق الممكنة لتخفيفِ آلامهم ويُشاركُهم همومهم، وأعمالُه الصالحة والحسنة تُضيئُ الطريق لأصحاب القلق وتُشجِّعُهم على مواصلة الخُطى نحو الأمام، ولكن لا تتحقَّقُ هذه الفوائد والثمرات إلّا إذا كان عالِمًا بالتَّعاليم الإسلاميَّة ويطبّقَها على نفسه بصدق ويقين من القلب.

تعامل السلف مع الأوبئة

كان السَّلفُ الصالح يرضون بقدر الله تعالى وقضائه في الأوبئة إضافة لأخذهم الإجراءات الوقائيةِ لتجنّبها، وكانوا يتوبون إلى الله تعالى نادمين على ما ارتكبوه مع الاعتراف بالعَجز والانكسار، وفي هذا الصدد أذكر لكم القصتين التاليتين:

وقع وباءٌ بأذربيجان وواسط، والكوفة، وطبق الأرض، حتّى كان يُحفر للعشرين والثلاثين زبيةٌ[1]فيُلقُون فيها، فتاب


 

 



[1] الزّبية: هي الرابية التي لا يعلوها الماء، (لسان العرب، باب الزاي، ١/١٦٤٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

94