عنوان الكتاب: فيروس كورونا

لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.

وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَؤونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.

وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.

وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.

وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ»[1].

لو فكَّرنا في مجتمعنا في ضوءِ الآيات والأحاديث المذكورة لوجدنا أسبابَ الهلاك كلَّها متوفِّرة، ومنها الانهيارُ الخُلُقي، وكثرةُ الفحش والتَّعري، ونقصُ الوزن والكيلِ في البيع والشراء، وأكلُ المال بالباطل، وعدمُ دفع زكاة الأموال، القمارُ وأكلُ الربا، والتعاملُ بالرشوة ونحوها، لا توجَد معصيةٌ إلّا ارتكبناها، ولعلَّ هذه هي


 

 



[1] سنن ابن ماجه، أبواب الفتن، باب العقوبات، ٤/٣٦٧، (٤٠١٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

94