بالكتابة، وارتفعت الحرارةُ جدًا حتى تورمت الغدة الليمفاوية خلف أذني، وكان أخي الأصغر مولانا حسن رضا خان أحضَر طبيبًا.
وفي تلك الأيام كان وباء الطاعون بذروته في مدينتي بريلي بالهند، ففَحَصَني الطبيبُ فحصًا دقيقًا ثم قال: هذا هو، هذا هو، فكرر الجملة سبعَ أو ثماني مرات، يعني أصيبَ بالطاعون، وأنا لم أجبه بشيء لعدم القدرة على كلامي، مع أنّني كنتُ أعلم باليقين أنّه مُخطئ بأنّه لا يمكن أن يصيبني الطاعون أبدًا إن شاءَ اللهُ، لأنّني قد كنتُ قرأتُ مرارًا الدعاء الذي يُقرأ عند رؤية المصاب بالطاعون، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم في هذا الدعاء: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا [1] .
نعم كان إيمانُ الإمام أحمد رضا خان رحمه الله واعتقاده قويًّا بأحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، حيث قال مرةً: الأوبئةُ منتشرةٌ في كل مكان بما فيها الطاعون والبرص والجذام وكذا ضَعف البصر ومرضُ فقد العين الواحدة ليسا بقليل ولكنني واثقٌ من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلّ الوثوق، وبالتالي لن يصيبني شيء منها إن شاءَ اللهُ [2] .