السبب الثاني: هناك مشكلةٌ أخرى تكمُنُ في أنفسنا وهي أنّنا نفكر في الوقت أكثر من اللازم، فمثلًا نقول إنّ ذلك الورد يستغرقُ كذا من الوقت، وهذا يحتاج إلى ساعة كذا، ونحن في عجالة دائمة، ونُقيِّم جميعَ الأمور بمعيار الوقت، ولو نظرنا إلى الأهداف لسهُلت الأمور.
وعلى سبيل المثال فإنّك عندما تسافر من مدينةٍ لأخرى تجد اللوحاتِ على أطراف الشوارع تُوضِّح لك المسافةَ المتبقيةَ إلى المدينة التي تتجه إليها، وبعد كل فترةٍ وجيزةٍ تعرِف أنّك قطعتَ مسافةَ كذا وبقيَ كذا من الكيلومترات، وكلّما رأيتَ اللوحة الجديدةَ تطمئن بأنّك قطعت شوطًا حتى تصلَ إلى الهدف المنشود وأنت نشيط، وهكذا ينبغي أن تنظرَ إلى نتائج أعمالك وهو طلبُ الثواب ورضى الله تعالى قبل كل شيء، والهدف السامِي لا يجعلكَ تتعبُ وتفتُرُ همتُك! لا بأس قبل أن تبدأَ عددًا من الأوراد أنْ تُخمِّن الوقتَ الذي تحتاجه إليها، فمثلًا لو أردتَ أن تقرأ سورةَ الملك كل يوم فهي تستغرق ٥ دقائقَ، ومن أذكار الطريقة القادرية (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه) تُقرأ ٧٠ مرة كل يوم وهي تستغرق ٤ دقائقَ تقريبًا، و(لا إله إلا الله) ١٦٦ مرة وفي المرة الأخيرة يُزاد (محمد رسول الله)