وكان لها مِشجب مِنْ قصب عليه أكفانها، وكانتْ إذا ذكرت الموتَ انتفضَتْ وأصابتها رعدةٌ، وإذا مرّت بقومٍ عرفوا فيها العبادة[1].
ولقي سيدنا سفيان الثوري سيدتَنا رابعةَ البصريّة رحمهما الله -وكانَتْ زرية الحال- فقال لها: يا أمّ عمرو! أرى حالًا رثّة، فلو أتيتِ جاركِ فلانًا لغير بعض ما أرى؟
فقالتْ له: يا سفيان! وما ترى مِنْ سوء حالي!؟ ألستُ على الإسلام!؟ فهو العزّ الّذي لا ذلّ معه، والغني الّذي لا فقر معه، والأُنس الذي لا وحشة معه، والله! إنّي لأستحيي أنْ أسأل الدُّنيا مَنْ يملكها، فكيف أسألها مَنْ لا يملكها!؟[2].
أيّها الإخوة الأعزّاء! هل سمعتُم ما قالتْ سيدتنا رابعة العدويّة رحمها الله، وتبيّن لنا من كلامها شيئان مهمّان:
أوّلهما: أنّها لم تبسُط يدَها إلى أحد مِن الخلق بل فضَّلت القناعةَ على ذلك.
وثانيهما: حين ذُكر الفقر عندها ذكرت غناها بالإيمان والإسلام فقالتْ رحمها الله: يا سفيان! وما ترى مِن سوء حالي!؟ ألستُ على الإسلام!؟ فهو