عنوان الكتاب: أسباب الشعور بالنقص وعلاجه

وقال العلّامة عبد الرؤوف المناوي رحمه الله في شرح هذا الحديث الشريف: أي: مُهَيَّأٌ لِمَا خُلِقَ لِأَجْلِهِ قَابِلٌ لَهُ بِطَبْعِهِ[1].

أيها الإخوة! لقد اتّضح مِن ذلك أنّ لكلِّ شخصٍ قدرات طبيعيّة مختلفة، وتتوفَّر له أسبابٌ مختلفة أيضًا من الآخرين، إذا عرفنا هذا فلماذا نعاني بعد كلّ هذا مِن الشُّعور بالنَّقص حين رؤية الآخرين الذين حصلوا على النِّعَم وفقًا لمؤهّلاتهم وقدراتهم الشَّخصية، ولهم طبائع مختلفة من طبائعنا، ولذلك هم حصلوا على ما لم نحصل عليه، والكلّ يُعطى حسب مؤهّلاته، وبعبارة أخرى مَنْ يعيش في مدينةِ صنعاء فهو يركب حافلةَ صنعاء، ومَنْ يسكن في عدن فهو يركب حافلة عدن، فلا داعي للشعور بالنَّقص في ذلك.

المهمّ! أنْ نُدرك قدراتنا أوّلًا ثمّ نضع هدفًا واضحًا لحياتنا ونبدأ العملَ لتحقيقه بالجهد والجدّ، وسيكون النجاح مصيرنا إنْ شاء الله سبحانه وتعالى.

بعض العظماء الذين أدركوا قدراتهم الذاتيّة

(١) الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله

سيدنا الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله هو إمامٌ كبيرٌ، وفي البداية قد اشتغل رحمه الله بالبيع والشراء إلى أنْ قيّض الله تعالى له الإمام


 

 



[1] "فيض القدير"، حرف الكاف، ٥/٤٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

38