عنوان الكتاب: أسباب الشعور بالنقص وعلاجه

المرءُ لها بأنّني حصلتُ على أعمالٍ صالحةٍ كافيةٍ، ولذلك مِن جهة النظر للأعمال الصالحة يجبُ على المرء أنْ يعتبر نفسَه أقلَّ شأنًا ومرتبة، وألّا يظنّ أبدًا أنَّه من الأتقياء المقرّبين؛ لأنّ الإنسانَ لا يطّلع على التدبير الخفي لله تعالى، فليتّق الله تعالى في كلِّ لحظةٍ من لحظات حياته ويظنّ دائمًا أنّه مقصّر ومذنب.

أمّا الشُّعورُ بالنَّقص في الأمور الدُّنيويَّة: فلان ثري وأنا فقير، أو هو يملكُ قصرًا كبيرًا وأنا أملكُ شقّة، أو هو يملك شقّة وأنا ما زلتُ أسكنُ في الأجرة، أو هو قويٌّ سليمٌ وأنا ضعيفٌ مريضٌ، إذا بقي الإنسان يُفكّر بهذه الطريقة فسيضرّ نفسه ويتعرَّض للوقوع في الحسد.

المهمُّ! أنّ الشُّعور بالنَّقص على قسمين:

الأوّل: أنْ يشعُر بالدُّونيَّة مِن جهة النظر إلى الأعمال الصالحة، وهذا مطلوبٌ، يجب أنْ يتحقَّق في كلِّ مُسلم.

والثاني: مِن جهة النظر للأمور الدُّنيويَّة فهو مذموم.

زهد سيدنا عيسى عليه السلام

سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام لا يصحبه إلّا مشطٌ وكوزٌ، فرأى إنسانًا يمشط لحيتَه بأصابعه فرمى بالمشط، ورأى آخر يشرب من النَّهر بكفّيه فرمى بالكوز[1].


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب الفقر والزهد، بيان تفضيل الزهد...إلخ، ٤/٢٩٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

38