وبعد الحفلة حضر في خدمته وقال: لقد انتهَتْ رغبتي في العلوم الدُّنيويَّة، والآن أريدُ دراسةَ العلوم الشرعيّة، فأخذه مولانا حامد رضا خان رحمه الله معه إلى مدينة بريلي في الهند، حيث درس العلوم الإسلاميّة هناك فاشتُهر بالمحدّث الأعظم في باكستان، ووصل إلى منزلةٍ عاليةٍ في العلم والعمل، والآن مرقده في مدينة فيصل آباد بإقليم بنجاب (باكستان)[1].
أيّها الإخوة الأكارم! اتّضح لنا أنّ الأسباب تتوفَّر للمرء مِن حيث طبيعته وقدراته، ومِن غير المناسب أنْ نُقارن أنفسَنا بالآخرين بل يجب أنْ ندرك قدراتنا، ولذلك ينبغي لكم أنْ تدركوا أهميتَكم الخاصّة في هذا العالم وحاولوا التقدّم إلى الأمام وفقًا لذلك، فإذا عرفنا أنفسنا وفهمنا قدراتنا سنتخلَّص من الشُّعور بالنَّقص إنْ شاء الله تعالى، وفّقنا الله لذلك، آمين بجاه النبي الأمين ﷺ.
السفر في سبيل الله من أجل الدعوة إلى الخير
أيها الإخوة الكرام! إنّ الدعوة إلى الخير (أي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) عملٌ نبيلٌ، لقد ذكر المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله: أنّها فرضٌ على كلّ مسلمٍ حسب قدرته ومكانته، وهذا ثابت بالقرآن الكريم وسنّة رسول الله ﷺ وبإجماعِ الأمَّة، وهو لا يقتصرُ على فئةٍ أو جماعةٍ محدَّدةٍ؛ كالحكّام والعلماء والمشايخ فقط! بل كلّ مسلمٍ مسؤولٌ عن الأمر