بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحقيقة إذا شعر كلُّ فرد مِن النَّاسِ بهذه المسؤولية لأصبحَ المجتمعُ أفضلَ ممّا عليه الآن[1]، إضافة إلى أنّ لهذه العمل بركات وثمرات كثيرة، منها:
ذات يومٍ خرج أبناء مركز الدعوة الإسلامية في "القافلة الدعويّة" في سبيل الله لمدّة ثلاثين يومًا، وحين وصلَتْ "القافلة الدعويّة" إلى مسجدٍ بقريةٍ مِن قُرى السند (باكستان) لم يجدُوا فيه إمامًا يصلّي بالنَّاسِّ، ولا مُؤذّنًا يؤذّن في المسجد فيدعو النَّاسَ إلى الصلاة، ولا خادمًا يخدم المسجد ويقوم بتنظيفه وتطهيره، فلمّا حان وقتُ الصلاة جاء بعضُ الناس لأداء الصلاة، فسألهم أهل "القافلة الدعويّة" عن المؤذّن والإمام والخادم.
فقالوا: إذا حان وقت الصلاة لا أحد يحضر إلى المسجد مِن أجل أداء الصلاة، ولا أحد يؤذّن أو يصلّي بالنّاس ليس إلّا نحن نصلّي بدون أذانٍ وإقامةٍ، فمكث أبناء مركز الدعوة الإسلامية هناك في المسجد ثلاثة أيّام، ودعوا الناس إلى المسجد وقاموا بإلقاء المحاضرات حول "أهمية الصلاة وفضائلها"، وتعليمهم السنن النبويّة، وقاموا بدعوة النّاسِ إلى الله وبيته المسجد، وحثّهم على الالتزام بالصّلوات الخمس، ثمّ إنّهم أذّنوا للصلاة، وأقاموا ثلاثة أيّام، نسأل الله أنْ يجعلنا وإيّاكم من الداعين إلى الخير وإلى بيوت الله المساجد، وأنْ يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، آمين.