عنوان الكتاب: أسباب الشعور بالنقص وعلاجه

إحدى الأُمنيّات الكبيرة لرجل ثري

يُحكى أنّ جَفن أحدِ الأثرياء توقّف عن العمل، الجَفنُ: هو غطاءُ العين العُلوي والسُفلي، ينفتحُ وينغلقُ تلقائيًّا بقدرة الله تعالى، إذا ارتفع قليلًا ولو مجرّد قَشَّة فستنغلِق العينُ بنفسها.

لكن هذا الشخص الثري لم يكن يُغلق الجَفنَ ولا يفتحه بإرادته، لقد أنفقَ على علاجه الملايين من النقود، ولكن دون جدوى، وكان ذا ثراء فاحش، وذات مرّة سأله شخص عن أمنيّته الكبيرة، ‌فتأوَّه ألَمًا ثمّ قال: أتمنّى لو أستطيع فتحَ عيني وغلقها بإرادتي.

أيّها الأحبة الأعزاء! إنّ انفتاحَ الجفن وانغلاقه تلقائيًّا نعمة كبيرة مِنْ نِعَمِ الله تعالى، ونحن وجدنا هذه النعمة دون مقابل، مشكلتُنا أنّنا نركّز على حرماننا من الأشياء، ولا نقدِّر نعمَ الله تعالى التي أعطانا.

زهد السيّدة الرابعة العدويّة رحمها الله

قال محمّد بن عمرو رحمه الله: دخلتُ على السيّدة رابعة البصرية رحمها الله، وكانتْ عجوزًا كبيرةً بنت ثمانين سنة كأنّها الشنّ (أي: القربة الصغيرة البالية) تكاد تسقط، ورأيتُ في بيتها كَراخَة بواري (أي: قطعة حصير مستطيلة) ومَشجب قَصب فارسي طوله مِن الأرض قدر ذراعين، وستر البيت جلد وربّما كان بوريًا، وحُبّ (أي: الجرّة الكبيرة) وكوز ولِبد هو فراشها وهو مصلّاها.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

38