قال العلّامة شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي رحمه الله: الربُّ في الأصل مصدر بمعنى "التربية"، وهي تبليغُ الشَّيْء إلى كمالِه بحسبِ اسْتِعدادِه الأزلي شيئًا فشيئًا[1].
هذا يدلُّ على أنّ الله سبحانه وتعالى لقد أعطى كلّ شخصٍ قدرات مختلفة مِن حيث طبيعته، فهو يسير نحو الكمال حسب إمكانيّاته وقدراته، مثلًا: البرتقال يُثمر على شجرة برتقال دائمًا، والتوت لا تُثمر إلَّا على شجرة التوت، والتفّاحُ لا يُثمر إلّا على شجرة التفّاح، وبالتّالي قد خلقُت شجرة التوت مِنْ نواةِ التوت أو عودها ثمّ أثمرت التوت على تلك الشجرة؛ هذه ربوبيّة، أمّا لو ظهرت ثمرةُ التفّاح على شجرة برتقال فهذه هي قدرة الله تعالى، على أي حال! الكلُّ في هذا العالَم ينمو ويتقدّم إلى الإمام ويصل إلى الكمال وِفْقًا لقدراته المودعة فيه.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
كلّ كمال لمن يستحقّه
روي عن سيدنا عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»[2].