ولا يكون لديهم هدفٌ واضحٌ للحياة، عندما يفهم المرءُ قدراتِه، ثمّ يضع هدفًا واضحًا لحياته وفقًا لتلك القدرات، ثمّ يمشي على دربه، وهو يركّز على تحسين قدراته بدلًا مِن النظر إلى هنا وهناك، وهنا أُوضِّحُ ذلك بمثال:
لو أنّ هناك شخصًا يعيش في مدينةٍ ويعمل في مدينةٍ أخرى، مثلًا: يعيش في مدينةِ "صنعاء" باليمن، ويعمل في مدينة "عدن"، وحين ينتهي عملُه يركب السيّارةَ ليعود إلى بيته في "صنعاء"، فهل رأيتَ شخصًا ينظر إلى مَن يسافر مدينة "عدن" يتحسَّر ويشعُر بالدُّونيَّة! ويقول هذا صاحب حظٍّ سعيدٍ يركب سيّارة "عدن" وأنا مسكين أركب سيّارة "صنعاء"؟
لا يكون ذلك بالطبع، لا يشعُر الناس بالدُّونيَّة في مثل هذه الأمور؛ لأنّهم يعرفون أنّنا نعيش في "صنعاء"، وليس في "عدن"، وبنفس الطريقة عندما نعرف قدراتنا ونضع هدفًا لحياتنا سنتّجه إلى ذلك الهدف المنشود ولن نعاني مِن الشُّعور بالنَّقص عندما نرى شخصًا يسير في طريق آخر.
معنى كلمة "ربّ"
اعلموا أحبّتي في الله! أنّ لكلِّ إنسانٍ اهتمام خاصّ به في هذا العالَم، لقد منح اللهُ سبحانه وتعالى كلّ شخص قدرات مختلفة، ولذلك فهو يحقِّق النَّجاحَ والتقدّمَ وفقًا لتلك القدرات، والله سبحانه وتعالى ربُّنا بل ربّ العالمين، وهنا أسألكم هل تعلمون معنى الربّ؟ في ذلك نكتة دقيقة، لو فَهمنا معنى الربّ لَمَا تعرَّضنا للشعور بالنَّقص.