عنوان الكتاب: أسباب الشعور بالنقص وعلاجه

وجاء في حديثٍ صحيحٍ: عن سيّدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال حبيبنا رسول الله ﷺ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ»[1].

أيّها الإخوة الأكارم! الإنسانُ مخلوقٌ مكرّمٌ خلقه الخالقُ والمالكُ للعالمين، وربُّ الأكوان، فقد قال الله سبحانه وتعالى في خِلقة الإنسان: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤]التين: ٤[.

قال الإمام الخازن رحمه الله في تفسير قوله تعالى ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤﴾ يعني: فِي أَعْدَلِ قَامَةٍ، وَأَحْسَنِ صُورَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ كُلَّ حَيَوَانٍ مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِهِ يَأْكُلُ بِفِيه، إِلَّا الْإِنْسَانَ فَإِنَّهُ خَلَقَهُ مَدِيدَ القَامَةِ حُسْنَ الصُّورَةِ، وَيَتَنَاوَلُ مَأْكُولَهُ بِيَدِهِ مُزَيَّنًا بِالعِلْمِ وَالفَهْمِ وَالعَقْلِ وَالتَّمْيِيزِ وَالْمَنطِقِ[2].

صلوا على الحبيب!           صلى الله على سيدنا محمد

وسيلة معرفة الله تعالى

أيّها الإخوة الأعزّاء! لو قارن الإنسانُ خِلقتَه بسائر مخلوقاتِ الله تعالى لاتّضح له كوضوح الشمس أنّ الله تعالى أنعم عليه نِعَمًا عظيمة منها: أنّه أعطاه الجمال الخَلقي والخُلُقي، وكلَّما فكَّر بذلك أكثر تحقَّقَتْ


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعنة، ٣/٣٩٣، (١٩٨٤).

[2] "تفسير الخازن"، ٤/٣٩١، ]التين: ٤[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

38