عنوان الكتاب: أسباب الشعور بالنقص وعلاجه

فقال له: رسول الله ﷺ يدعوك.

فقام: منزعجًا ولم ينتعل بل خرج حافيًا حتّى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات، فرأى النّبيّ ﷺ في نفر مِن أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسَّم له، وقال: «نُرْسِلُ إِلَيكَ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّة، وَلَمْ تَأْتِ؟».

فقال: يا رسول الله ﷺ! ما علمتُ أنَّكَ المرسل وأنت أعلم بما اعتذرتُ به مِن سوء فهمي وقلّة حفظي، وأشكو إليك ذلك.

فقال له رسول الله ﷺ: «اِفْتَحْ فَمَكَ»، وتفل له فيه ودعا له، ثمَّ أمره بالعودِ إلى منزله وبشَّرَهُ بالفتح.

فعاد وقد تضلّع علمًا ونورًا، فلَمَّا كان مِن الغد أتى إلى مجلس العضد وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنَّ رفقته من الطلبة أنَّها لا معنى لها لما يعهدون منه، فلمّا سمعها العضد بكى وقال: أمرك يا سعد الدّين إليّ، فإنَّك اليوم غيرك فيما مضى، ثمَّ قام مِنْ مجلسه وأجلسه فيه وفخَّمَ أمرَهُ مِن يومئذٍ[1].

أيها الأحبّة الأكارم! هكذا يكرم الله سبحانه وتعالى المجتهدين الصادقين المثابرين، وفّقنا الله عزّ وجلّ وإيّاكم لهذا العمل الصالح، آمين بجاه خاتم النبيّين ﷺ.


 

 



[1] "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، ٨/٥٤٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

38