أعلى الحضرة إمام أهل السنّة الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن (ت١٣٤٠ﻫ/١٩٢١م).
كما تعرف: تأليف الحواشي ليس بقليلٍ في عصرنا هذا، وما كان قليلاً في عصر الشيخ أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن لكن نظير حواشي الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن يندر بل يفقد في العصرَين مع ذلك أنّه لم يكن طِرازه في تأليف الحواشي أن يفرغ لها، وينهمك فيها، ويترك أعماله الأُخرى بل كان إذا طالع كتاباً علّق عليه عن ظهر القلب من دون مراجعته إلى الكُتب؛ ولذا لا يكاد يوجد كتاب في مكتبته الذاخرة إلاّ وقد علّق عليه وزيّنه بحواشيه الجليلة وتحقيقاته البديعة، هذا طريق عامّة حواشيه وإن أمكن تخصيص بعضها أو بعض مواضعها منه.
وهذا الكتاب من مآثره التأريخيّية العظيمة، ومن دُرَر الفقه الغالية يفتخر بها الفقه الإسلامي، وحقّ له الافتخار بهذا؛ فإنّه لم يظهر كتاب إلى الآن على ردّ المحتار مثل هذا الكتاب، ولا شكّ أنّ هذا كتاب جليل ومُعجب عظيم يوضّح ردّ المحتار الشهير بـحاشية ابن عابدين توضيحاً جميلاً، ويكشف عن عباراته العويصة، ويحلّ مواضعه المغلقة، ويتدفّق بالبحوث الوجيزة النادرة والتحقيقات العجيبة الأنيقة، أحياناً يقدّم بحوثاً معجبة وأخرى ينقّد ردّ المحتار نقداً عادلاً، ويعرض المسائل الخلافية فيوفّق بينها، كأنّه لم يكن خلافٌ، ويأتي مواضع تردّد فيها الترجيح والتصحيح فيرجّح بعضها بالنصوص الصريحة والدلائل القويّة، كأنّه لم يكن