الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين أمّا بعد
فأعوذ بالله من الشيطن الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
رِسالةُ التَّهنئة
(من مؤسّس جمعيّة الدعوة الإسلامية محبّ أعلى الحضرة، شيخ الطريقة، أمير أهل السنّة، العلامة مولانا أبي بلال محمّد إلياس العطّار القادري الرضوي حفظه الله القويّ).
قد استفاد ظماء العلوم وأروَوا نفوسهم بعُذوبة فيوض يَنبوع العلوم من سيّدي أعلى الحضرة، إمام أهل السنّة، وليّ النعمة، عظيم البركة، حامي السنّة، ماحي البدعة، مجدّد الدين والملّة، الشاه الإمام أحمد رضا خان الماتريدي، الحنفي، القادري، الهندي، قدّس سرّه العزيز، المتوفّى (١٣٤٠ﻫ/١٩٢١م). وكذا –بفضل الله تبارك وتعالى وبتوفيقه كنتُ أستفيد من مَنهل علومه وأطفئ العطش بعذبه الجاري أيضاً. جرى قلم الإمام على خمسين علوماً على التقريب، وقد صنّف ألف كتابٍ قيّمٍ في العلوم المختلفة قريباً ولكن له مهارة خاصّة تامّة في الفقه الإسلامي، ولا شكّ أنّه كان مجتهداً في المسائل، وعليه تشهد فتاواه المعروفة العطايا النبويّة في الفتاوى الرضوية، فهي مشتملة على ثلاثة وثلاثين مجلّداً، وفيها عدد الاستفتاءات مع أجوبتها: ٦٨٤٧، والرسائل المحقّقة: ٢٠٦.
وقد ترجم الإمام القرآن الكريم إلى الأرديّة أيضاً، وسمّاها بــ كنز الإيمان، وهي أوفق ترجمةٍ في التراجم الأرديّة فصاحةً وبلاغةً، وعلّق عليها الخليفة المجاز المفسّر صدر الأفاضل مولانا السيّد نعيم الدين المرادآبادي –عليه رحمة الله الهادي ، وسمّاه بــ خزائن العرفان، وكذا علّق عليه المفسّر الشهر حكيم الأمّة الحضرة مولانا المفتي أحمد يار خان –عليه رحمة الله الحنّان وسمّاه بــ نور العرفان.
ومن أشهر كتبه شأناً وإعزازاً جَدُّ الممتار، فهو الحاشية المحقّقة على الكتاب المعروف ردّ المحتار للعلاّمة ابن العابدين الشامي –قدّس سرّه السامي . وفي هذه الحاشية الجليلة تحقيقاتٌ رائعةٌ من قلم الإمام، وتنبيهاتٌ لطيفةٌ على مقاماتٍ عديدةٍ، وحلّ الإشكالات الكثيرة، وفوائدُ مهمّةٌ في ألفاظٍ قصيرةٍ، وفيها التوفيق بين الأقوال