عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

خلف كلّ جديد بالتقدمية.

      والجزيرة العربية والأقطار العربية الأخرى أيضاً قد أصبحت تدعو إلى الوحدة العربية والعصبات الجاهلية وانقسمت وتوزعت في معسكرات صغيرة وقوميات خلال قوميات وفي صفوف المسلمين أيضاً حدثت ثورات هائلة متفجرة من أذهانهم وأفكارهم المضطربة وانحصروا في معسكرين عظيمين من المحافظين على القديم والمعتنقين بكلّ جديد وأصبحوا لُعبة في أيدي الإنجليز والغربيين وكرة تحت أقدامهم لا شعور فيها ولا حياة كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة حائمين حول الموائد الغربية ومراكزها في العلوم والفنون والأخلاق والسياسات والتجارات والصناعات بل في كلّ ما كانوا يسمعون ويشاهدون ويتكلمون. أجسادهم في الأقطار العربية والدول الإسلامية وقلوبهم في بلدان الغربية ورجالاتهم الشهيرة كانت هذه نكسة عظيمة ونكبة كبيرة تأثر بها المسلمون وفجيعة هائلة شهدها التأريخ الإسلامي وزلزلة شديدة واجهها العالم الإسلامي.

      والعالَم على أنّه تقدم في الصناعة والاختراع والآلات والمنتوجات وسخر البخار والكهرباء والطاقات الذرية وله كلمات رنانة تلوكها ألسنة السياسين وترددها أقلام الكتَّاب والصحفيين كـ: العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والجمهورية لكنّها ألفاظ ومصطلحات فقدَت معانيها وحقائقها لا يقصد بها معنى ولا يراد بها حقيقة في أمسِّ حاجة إلى إسعافه وإنجاده وإنقاذه من القلق النفسي والاضطراب الروحي؛ لأنّه يتململ بوجعه كالسليم واللديغ وعلت عليه أدواء وأمراض جعلته مريضاً دنفاً يشكو في كلّ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568