وسعة اطلاعه أعيان العلوم وأعلامها في الهند وخارجها، قصارى الكلام أنّه كان أفقه العصر وعبقري الزمان ومجدِّد قرنه وآية من آيات الله نزلت عليه شآبيب الرحمة من مولاه.
وممّا يبعثنا على الأسف البالغ أنّ أكثر مؤلفاته لم تطبع إلى الآن ولكنّنا قد عزمنا على طبعها ونشرها على أوسع نطاق ليحتكم رجال العلم والدين أنّ شمساً كانت خافية السحب محتجبة تحت الأستار والحجب كانت ترسل ضياءها قليلاً قليلاً لكنّها طلعت على أفق العلوم والفنون وأضاءت ما حولها وأنارت قلوب العلماء والعارفين وأخذت بأيدي العقول والأنفس وجاءت إلى حظيرة الحقّ والصواب والهدى والرّشاد.
جدّ الممتار قد نقلناه من مخطوطة كان يملكها القاضي عبد الرحيم المفتي بـدار العلوم منظر الإسلام ببلدة بريلي الهند وتيسر لنا الأمر وحصلت هذه المخطوطة بفضل الشيخ المفتي محمد شريف الحقّ الأمجدي رئيس قسم الإفتاء بـالجامعة الأشرفية بـمباركفور فلهما جزيل الشكر على ذلك.
قد اجتهدنا في نقل جدّ الممتار وأتعبنا نفوسنا في هذا العمل المتعب الشاقّ ولما تمّ نقله ذهبنا إلى بريلي التي هي مركز العلم والفنّ ومنبع الخير والبركة وملاذ الطلاب ومرجع المسترشدين وبقعة كريمة طيبة تملك حبّها واحترامها من جميع أهالي الهند وباكستان وغيرهما من أقطار العالم الأخرى؛ لأنّها مولد الإمام الشيخ أحمد رضا القادري ومسقط رأسه، وهذه السفر العلمي كان بمناسبة الاحتفال بيوم ارتحاله الذي انعقد من ٢٣ إلى ٢٤