عنوان الكتاب: جد الممتار على رد المحتار (المجلد الأول)

الشامي قول المحقّق صاحب فتح القدير بعد ذلك، وهو هذا[1]: (وعندي في هذه الكلّية نظر، فإنّه صلّى الله عليه وسلّم نهى بلالاً رضي الله تعالى عنه  عن الانتقال من سورة إلى سورة، وقال له: ((إذا ابتدأتَ سورةً فأتمّها على نحوها)) حين سمعه ينتقل من سورة إلى سورة في التهجد).

قال الإمام البريلوي في جدّ الممتار[2]: (رحم الله المحقّق ورحمنا به، لم ينهه النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم، بل صوّب فعله. ففي سنن أبي داوُد عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه: ((أنّ النبي  صلّى الله تعالى عليه وسلّم  خرج ليلة، فإذا هو بأبي بكر يصلّي يخفض من صوته، ومرّ بعمر وهو يصلّي رافعاً صوته، قال أبو بكر: قد أسمعت من ناجيت يارسول الله! وقال عمر: أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان)) قال أبو داود: زاد الحسن (أي: ابن الصباح شيخ أبي داود) في حديثه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((يا أبا بكر! ارفع من صوتك شيئاً)) وقال لعمر: ((اخفض من صوتك شيئاً)) ثم روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بهذه القصّة، قال: لم يذكر فقال لأبي بكر: ((ارفع شيئاً)) ولعمر ((اخفض شيئاً))  زاد  ((وقد سمعتك يابلال! وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة))، قال: كلام طيّب يجمعه الله بعضه إلى بعض فقال النبي  صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ((كلّكم قد أصاب))، وليس فيه ما ذكره المحقّق ((إذا ابتدأت سورة... إلخ)). وإذ


 



[1] انظر ٠ردّ المحتار٠، كتاب الصلاة، فصل في القراءة، ٣/٤٨٢، تحت قول ٠الدرّ٠: ولا يكره في النفل شيء من ذلك.

[2] انظر المقولة: [١١٣٣] قوله: نهى بلالا رضي الله عنه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

568