عنوان الكتاب: دروس البلاغة

الثالث: كون الجملة الثانية جواباً عن سؤال نشأ من الجملة الأولى، كقوله:

زَعَمَ العَوَاذِلُ أَنَّنِيْ فِيْ غَمْرَةٍ
.

 

صَدَقُوْا وَلَكِنَّ غَمْرَتِيْ لاَ تَنْجَلِيْ
[[

كأنّه قيل: ½أصدقوا في زعمهم أم كذبوا؟¼ فقال: ½صدقوا¼، ويقال بين الجملتين شبه كمال الاتّصال.

الرابع: أن تسبق جملة بجملتين يصحّ عطفها على إحديهما؛ لوجود المناسبة، وفي عطفها على الأخرى فساد،

إيهام خلاف المراد عند الفصل وعدمه الثالث: كون الجملة الثانية جواباً عن سؤال نشأ من الجملة الأولى فتفصّل الثانية عن الأولى كما يفصّل الجواب عن السؤال كقوله: زَعَمَ العَوَاذِلُ جمع ½عاذلة¼، لكنّ المراد بها: ½جماعة عاذلة من الذكور¼، بقرينة قوله: ½صدقوا¼ بضمير الذكور أَنَّنِيْ فِيْ غَمْرَةٍ أي: شدّة صَدَقُوْا وَلَكِنَّ غَمْرَتِيْ لاَ تَنْجَلِيْ أي: لا تنكشف، والمعنى: إني كما قالوا ولكنّ غمرتي ليست كغيرها من الغمرات، فإنّها غالباً تنجلي وغمرتي لا تنجلي، ولا مطمع لي في فلاحي، فقوله: ½صدقوا¼ جواب سؤال مقدر كأنّه قيل: ½أصدقوا في زعمهم أم كذبوا؟¼ فقال في الجواب ½صدقوا¼، ويقال في هذا الموضع بين الجملتين شبه كمال الاتّصال لأنّ اتّصال الجواب بالسؤال ليس كاتّصال الأقسام الثلاثة من كمال الاتّصال، أي: البدل وعطف البيان والتأكيد مع متبوعاتها لكونها متّحدة معها، بخلاف الجواب بالنسبة إلى السؤال، فإنّه مغاير له لكنّه شبيه باتّصال هذه الأقسام في أنّ الجملة الأولى في هذه الأقسام كما هي مستـتبعة للثانية، ولا توجد الثانية بدون الأولى كذلك السؤال مستتبع للجواب، والجواب لا يوجد بدون السؤال، فلذا يقال لهذا الاتّصال: ½شبه كمال الاتّصال¼ الرابع: أن تسبق جملة بجملتين يصحّ عطفها على إحديهما؛ لوجود المناسبة، وفي عطفها على الأخرى فساد،  ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239