ومنها: الإيغال: وهو ختم الكلام بما يفيد غرضاً يتمّ المعنى بدونه، كالمبالَغة في قول الخنساء:
وَإنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ |
| كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِيْ رَأْسِهِ نَارٌ |
ومنها: التذييل: وهو تعقيب الجملة بأخرى تشتمل على معناها تأكيداً لَها،
وهما متّصلتان معنًى؛ لأنّ قوله تعالى: ﴿ نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ¼ بيان لقوله تعالى: ½ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ﴾ لِمَا فيه من الإجمال، فإنّ المكان الذي أمر بإتيانهن منه مبهم، فبيّن بأنّه موضع الحرث بقوله: ﴿ نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ ومنها: الإيغال، وهو في الأصل :من أوغل في البلد إذا أسرع السير فيها حتّى أبعد فيها، وفي الاصطلاح: ختم الكلام سواء كان شعراً أو غيره بِمَا أي: بلفظ مفرداً كان أو جملة يفيد غرضاً لا يتوقّف أصل المعنى عليه بل يتمّ أصل المعنى المراد بدونه وذلك الغرض كالمبالغة في قول الخنساء في مدح أخيها صخر وَإنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ أي: لتقتدي الْهُدَاةُ للناس إلى المعالي فكيف بالمهتدين بِهِ أي: بصخر كَأَنَّهُ أي: صخراً عَلَمٌ أي: جبل مرتفع، فهذا القدر وافٍ بأصل المقصود، أعني: تحقّق اقتداء الهداة به بإلحاقه بالجبل المرتفع الذي هو أظهر المحسوسات في الاهتداء به، فوصف العلم بقولها فِيْ رَأْسِهِ أي: في رأس ذلك العلم نَارٌ للمبالغة؛ لأنّ وصف العلم بوجود نار على رأسه أبلغ في ظهوره في الابتداء به مِمّا ليس كذلك، فتنجر المبالغة إلى المشبه الممدوح بالاهتداء به ومنها: التذييل وهو في الأصل: جعل الشيء ذيلاً للشيء، وفي الاصطلاح: تعقيب الجملة أي: جعل الجملة عقيب جملة أخرى تشتمل على معناها أي: تشتمل تلك الجملة الثانية المعقّب بها على معنى الأولى المعقّبة، والمراد باشتمالها على معناها: إفادتها لِمَا هو المقصود من الأولى، ولو مع الزيادة، لا أنّها تفيد نفس معنى الأولى بالمطابقة، وإلاّ كان ذلك تكرارا تاكيداً لها أي: لقصد التأكيد والتقوية ï