ومنها: وضع الخبر موضع الإنشاء لغرض، كـ½التفاؤل¼، نحو: ½هداك الله لصالِح الأعمال¼، وإظهارِ الرغبة، نحو: ½رزقني الله لقاءك¼، والاحترازِ عن صورة الأمر تأدّباً، كقولك: ½ينظر مولاي في أمري¼.
وعكسه، أي: وضع الإنشاء موضع الخبر لغرض، كإظهار العناية بالشيء، نحو: ﴿ قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ ﴾ [الأعراف: ٢٩]. لَم يقل: ½وإقامةِ وجوهِكم¼؛ عنايةً بأمر الصلاة،
مضى وقتاً بعد وقت، ومرة بعد مرة، كما هو مرادكم منه صلّى الله تعالى عليه وسلّم، ذلك الاستمرار بقرينة في كثير من الأمر لوقعتم في بلاء وجهد ومنها: وضع الخبر موضع الإنشاء لغرض كالتفاؤل بوقوع المعنى المراد، نحو قولك في مقام الدعاء للمخاطب: هداك الله لصالح الأعمال موضع: اللّهم اهده ليتفاؤل بلفظ المضيّ على حصول الهداية لصالح الأعمال، وعدها من الأمور الواقعة التي حقّها الإخبار عنها بأفعال ماضية وإظهار الرغبة والحرص على وقوع المطلوب نحو: ½رزقني الله لقاءك¼ فعبّر بالماضي، ولم يقل: ½اللّهم ارزقني لقاءه¼، إظهاراً للرغبة والحرص على وقوع اللقاء والاحترازِ عن صورة الأمر تأدّباً، كقولك: إذا حول المولى عن أمرك وجهه ينظر مولاي في أمري مقام أنظر للتأدّب والاحتراز عن صورة الأمر والاستعلاء وعكسه، أي: وضع الإنشاء موضع الخبر لغرض، كإظهار العناية بالشيء والاهتمام بشأنه نحو: ﴿ قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾. لَم يقل: ½وإقامةِ وجوهِكم¼ عطفاً على القسط كما هو مقتضى الظاهر عناية بأمر الصلاة وإظهاراً لكونها مِمّا يعتني بشأنه للشرف والعزازة ï