الفاعل ضمير لَم يتقدّم له مرجع، فمقتضى الظاهر الإظهارُ، وتمكينِ ما بعد الضمير في نفس السامع لتشوّقه إليه أوّلاً، نحو:
½هي النفس ما حملتها تحتمل¼ |
| ﴿ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ﴾ ½نِعْم تلميذ المؤدّب¼ [[ |
وعكسه، أي: الإظهار في مقام الإضمار لغرض، كتقوية داعي الامتثال، كقولك لعبدك: ½سيّدك يأمرك بكذا¼.
الفاعل ضمير في ½أبت¼ و½أتت¼ لَم يتقدّم له مرجع، فمقتضى الظاهر الإظهار لكون المقام مقامه لعدم تقدّم المرجع، لكن عدل عنه إلى الإضمار؛ ليفيد ادّعاء كون المرجع دائم الحضور، وكون الذهن غير ملتفت إلى غيره وتمكين ما بعد الضمير في نفس السامع لتشوّقه إليه أوّلاً; فإنّ السامع إذا لم يفهم من الضمير معنى; لعدم سبق ما يرجع هو إليه انتظر ما يرد عليه بعده وتشوّق إليه، فإذا جاء بعد الانتظار والتشوّق كان أمكن في النفس وأوقع فيها؛ لأنّ النفس تكون أقبل لِمَا حصل بعد تشوّق والانتظار مِمّا حصل بلا شوق وتعب نحو: ½هي النفس ما حملتها تتحمل¼، ﴿ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ﴾، ½نِعْم تلميذ المؤدّب¼; فمقتضى الظاهر في هذه الأمثلة هو الإظهار دون الإضمار; لعدم تقدّم المرجع لكن عدل عنه، وأورد ضمير ½هِيَ¼ مكان القصّة في الأوّل وضمير ½هُوَ¼ مكان الشأن في الثاني، والضمير المستتر في ½نِعْم¼ مكان الاسم الظاهر في الثالث، أي: ½نِعْم التلميذ¼; ليتهيأ السامع بالضمير لِمَا يرد بعده، ويتشوّق إليه، فيتمكّن في نفسه إذا أورد عليه فضل تمكّن; لكونه وارداً بعد الانتظار والتشوّق وعكسه، أي: الإظهار في مقام الإضمار لغرض، كتقوية داعي الامتثال لِمَن أمرته بشيء كقولك لعبدك: ½سيّدك يأمرك بكذا¼; فإنّ مقتضى الظاهر هاهنا الإضمار، أي: ½أنا آمرك بكذا¼؛ ï