ومنها: تجاهُل العارف: وهو سوق المعلوم مَساق غيرِه لغرض، كالتوبيخ نحو:
أَيَا شَجَرَ الْخَابُوْرِ مَالَكَ مُوْرِقاً |
| كَأنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيْفٍ |
ومنها: أسلوب الحكيم: وهو تلقّي المخاطَب بغير ما يترقّبه، أو السائل بغير ما يطلبه؛ تنبيهاً على أنّه الأولى بالقصد، فالأوّل يكون بِحمْل الكلام
أي: خلف رأسي، ففيه التفات من الخطاب في ½أتطلب¼ إلى التكلّم وكان مقتضى الظاهر أن يقول على ½قذالك¼ ومنها: تجاهُل العارف: وهو سوق المعلوم مَساق غيره بأن يعبّر عنه بما يدلّ باعتبار أصله على أنّه غير معلوم لغرض وفائدة، فإنّه لو كان هذا من غير نكتة وفائدة لم يكن من هذا الباب كالتوبيخ والتعيير على أمر قد وقع نحو قول "ليلى بنت طريف" في مرثية أخيها "الوليد بن طريف"، وقد كان قتله "يزيد بن معاوية" أَيَا شَجَرَ الْخَابُوْرِ وهو نهر في ديار "بكر" مَا لَكَ مُوْرِقاً أي: أيّ شيء ثبت لك في حال كونك مورقاً، أي: مخرجاً لأوراقك؟ فالاستفهام هاهنا للتعجب والإنكار و½مورقاً¼ حال من ½الكاف¼ في ½لَكَ¼ كَأنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيْفٍ فهي تعلم أنّ الشجر لم تجزع على "ابن طريف"، لكنّها تجهلت، فاستعملت لفظ ½كأنّ¼ الدالّ على الشكّ; لتوبيخ الشجر على إيراقه، وفيه من المبالغة في وجوب الجزع ما لا يخفى ومنها: أسلوب الحكيم، وهو تلقّي المتكلّم ومواجهته المخاطب بغير ما يترقّبه ذلك المخاطب من المتكلّم أو تلقّي المتكلّم السائل بغير ما يطلبه ويسأله تنبيهاً على أنّه الأولى بالقصد أي: تنبيهاً على أنّ ذلك الغير الذي لا يترقّبه المخاطب في الأوّل، ولا يطلبه السائل في الثاني، هو الأولى بأن يقصد ويراد دون ما يترقّب ويطلب فالأوّل أي: تلقّي المخاطب بغير ما يترقّبه يكون بحمل الكلام أي: بسبب حمل ï