والثاني: يكون بتنـزيل السوال منـزلة سؤال آخر، مناسب لِحالة السائل، كما في قوله تعالى: ﴿۞يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ ﴾[البقرة: ١٨٩]. سئل بعضُ صحابةِ النبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم: ½ما بال الْهلال يبدؤ دقيقاً، ثُمّ يتزايَد حتّى يصير بدراً، ثم يتناقَص حتّى يعود كما بدء¼، فجاء الجواب عن الحكمة المترتّبة على ذلك؛ لأنّها أهمّ للسائل، فنـزّل سؤالُهم عن سبب الاختلاف منـزلة السؤال عن حكمته.
يقصده الأمير مثل الحجّاج والثاني أي: تلقّي السائل بغير ما يطلبه يكون بتنـزيل السؤال منـزلة سؤال آخر، مناسب لِحالة السائل تنبيهاً على أنّ ذلك السؤال الآخر المناسب لحاله، هو الأولى والأهمّ بالسؤال عنه كما في قوله تعالى: ﴿﴿۞يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ ﴾، سئل بعضُ صحابةِ النبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم: ½ما بال الْهلال يبدأ دقيقاً، ثُمّ يتزايَد حتّى يصير بدراً، ثُمّ يتناقَص حتّى يعود كما بدأ¼[1] فهذا بظاهره سؤال عن سبب اختلاف القمر في زيادة النور ونقصانه فجاء الجواب بقوله تعالى: ﴿ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ ﴾ عن الحكمة المترتبة على ذلك الاختلاف، وهي أنّ الأهلّة بحسب ذلك الاختلاف معالم للناس، يوقنون بها أمورهم، ويعرفون بها وقت الحج، ولم يجابوا ببيان السبب؛ لذلك الاختلاف لأنّها أي: تلك الحكمة التي جاء الجواب عنها أهمّ للسائل; إذ لا يتعلّق لهم بالسبب غرض، ولا يطّلع عليه كلّ أحد بسهولة فنـزّل سؤالُهم عن سبب الاختلاف منـزلة السؤال عن حكمته; لكونه الأولى ï