عنوان الكتاب: دروس البلاغة

ومنها: التغليب، وهو ترجيح أحد الشيئن على الآخر في إطلاق لفظه عليه، كتغليب المذكّر على المؤنّث في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ[التحريم: ١٢]، ومنه: الأبوان للأب والأمّ، وكتغليب المذكّر والأخفّ على غيرهما، نحو: ½القمرين¼، أي: الشمس والقمر، و½العمرين¼، أي: أبي بكر وعمر. والمخاطبِ على غيرِه، نحو: ﴿ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ[الأعراف: ٨٨]

بالسؤال والأليق بالحال، فلذلك أجيب ببيان الحكمة لا ببيان السبب ومنها: التغليب، وهو ترجيح أحد الشيئين المتصاحبين أو المتشابهين على الآخر في إطلاق لفظه عليه أي: في إطلاق لفظ المغلب على الآخر المغلب عليه بأن يجعل الآخر متّفقاً معه في الاسم، ثُمّ يطلق اللفظ عليهما جميعاً كتغليب المذكّر على المؤنّث في قوله تعالى في وصف مريم ﴿وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ فإنّه غلب هاهنا المذكّر على المؤنّث وأطلق اللفظ الموضوع للذكور فقط، وهو الجمع بالياء والنون على الذكور والأناث جميعاً ومنه أي: ومن تغليب المذكّر على المؤنّث الأبوان للأب والأمّ إلاّ أنّ مخالفة الظاهر فيما سبق من جهة الهيئة والصيغة، وهاهنا من جهة المادّة وجوهر اللفظ وكتغليب المذكّر والأخفّ على غيرهما وجعل المغلب تثنية بهذا الاعتبار، فالأصل في هذا التغليب: أن يغلب الأخفّ على غيره إلاّ أن يكون الغير مذكراً، فيغلب على المؤنّث وإن كان المؤنث أخفّ ففي نحو: ½القمرين¼، أي: الشمس والقمر غلب القمر; لكونه مذكّراً، وإن كان لفظ الشمس؛ لسكون وسطه أخفّ و في نحو: و½العمرين¼، أي: أبي بكر وعمر غلب عمر على أبي بكر رضي الله تعالى عنهما ;لخفة لفظ عمر و تغليب المخاطبِ على غيرِه، نحو: ﴿ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ فالمخاطب ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239