ومنها: الالتفات: وهو نقل الكلام من حالة التكلّم أو الخطاب أو الغيبة إلى حالة أخرى من ذلك، فالنقل من التكلّم إلى الخطاب، نحو: ﴿ وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [يس : ٢٢]. أي: أرجع، ومن التكلّم إلى الغيبة، نحو: ﴿ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ o فَصَلِّ لِرَبِّكَ ﴾ [الكوثر: ٢-١]، ومن الخطاب إلى التكلّم، كقول الشاعر:
أتَطْلُبُ وَصْلَ رَبَّاتِ الْجَمَالِ |
| وَقَدْ سَقَطَ الْمَشِيْبُ عَلَى قَذَالِيْ |
لكون المقام مقام التكلّم لكن جيء مكانه بلفظ السيّد، وأسند الأمر إليه; لأجل الدلالة على قوّة داعي الأمور على امتثال الأمر ومنها: الالتفات، وهو نقل الكلام من حالة التكلّم أو الخطاب أو الغيبة إلى حالة أخرى من ذلك بأن يساق الكلام أوّلاً على واحدة عن الثلاثة ثُمّ يعدل منها إلى الأخرى مع أنّ ظاهر الحال يقتضي عدم ذلك العدول، وإلاّ لم يصحّ عدّه من أنواع إخراج الكلام على خلاف مقتضى ظاهر الحال فالنقل من التكلّم إلى الخطاب، نحو: ﴿ وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ فمقتضى الظاهر إجراء الكلام على طريق التكلّم أي: أرجع; ليكون الكلام جارياً على نسق واحد، لكن عدل عنه إلى الخطاب، وقال: ½وإليه ترجعون¼ فكان نقلاً من التكلّم إلى الخطاب على خلاف مقتضى الظاهر والنقل ومن التكلّم إلى الغيبة، نحو: ﴿ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ o فَصَلِّ لِرَبِّكَ ﴾ ومقتضى الظاهر هاهنا أيضاً إجراء الكلام على التكلّم، أي: ½فصلّ لنا¼؛ لكون قوله تعالى: ﴿ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ﴾ تكلّماً، فالنقل إلى قوله تعالى: ﴿ لِرَبِّكَ ﴾ التفات من التكلّم إلى الغيبة؛ لأنّ الاسم الظاهر من قبيل الغيبة و النقل من الخطاب إلى التكلّم، كقول الشاعر:
أتَطْلُبُ وَصْلَ رَبَّاتِ الْجَمَالِ |
| وَقَدْ سَقَطَ الْمَشِيْبُ عَلَى قَذَالِيْ |