نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ﴾ [الكهف: ١٨]. ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ﴾ [الروم: ٦،٧].
٥ من الطباق الْمُقابَلةُ: وهو أن يؤتى بِمعنيَين أو أكثرَ ثُمّ يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب، نحو قوله تعالى: ﴿ فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا ﴾ [التوبة: ٨٢].
من أقسام التقابل وهو ضربان: طباق الإيجاب بأن يكون اللفظان المتقابلان معناهما موجبا نحو قوله تعالى: ﴿وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ﴾ فذكرت اليقظة والرقاد المتقابلان بطريق الإيجاب والإثبات وطباق السلب وهو أن يجمع المتقابلين أحدهما موجب والآخر سلب كقوله تعالى: ﴿ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ﴾ فإنّ العلم الأول: منفي والثاني: مثبت وبين النفي والإثبات تقابل باعتبار أصلهما وإن لم يكن هاهنا باعتبار الحالة الراهنة; لأنّ المنفي: هو العلم النافع في الآخرة والمثبت: علم لا ينفع فيها ولا تنافي بينهما لكن انتفاء التنافي بينهما بهذا الاعتبار لا يقدح في تحقّق الطباق; لأنّ المعتبر هو التنافي باعتبار أصلهما وإن لم يكن هاهنا باعتبار الحالة الراهنة. ٥ من الطباق المقابلة: وهو أن يؤتى بمعنيين أو أكثرهم ثُمّ يؤتى بما يقابل ذلك الماتى به على الترتيب أي على ترتيب ما أتي به أولا بحيث يكون الأوّل مما أتي به ثانياً مقابلاً للأوّل مِمّا أتي به أولا والثاني للثاني وهكذا إلى الآخر نحو قوله تعالى: ﴿ فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلٗا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرٗا ﴾ فأتى سبحانه وتعالى بالضحك والقلة ثم بالبكاء والكثرة على الترتيب بأن قابل الأوّل من الطرف الثاني وهو البكاء بالأول من الطرف الأول وهو الضحك الثاني من الطرف الثاني وهو الكثرة بالثاني من الأوّل وهو القلة.