٦ ومنه التدبيج وهو التقابل بين ألفاظ الألوان، كقوله:
تَرَدَّى ثِيَابَ الْمَوْتِ حُمْراً فَمَا أَتَى |
| لَهَا اللَيْلُ إلاّ وَهِيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرٍ |
٧ الإدماج أن يُضمن كلام سيق لِمعنى معنى آخرُ، نحو قول أبي الطيّب:
٦ ومنه التدبيج: وهو أن يورد في معنى من المدح أو غيره التقابل بين ألفاظ الألوان; لقصد الكناية بتلك الألفاظ عن ذلك المعنى من المدح أو غيره كقوله: تردى من تردية الثواب أخذته رداء والمراد: أنه لبس ثياب الموت أي: الثياب التي كان لابسا لها وقت الموت والقتل حال كون تلك الثياب حمرا أي محمرة بالدم وملطخة به فما أتي لها أي: لتلك الثياب ولم يدخل الليل إلا وهي أي تلك الثياب من سندس أي من رقيق الحرير خضر وحاصل معنى البيت: أنه لبس الثياب الملطخة بالدم حين قتل ولم يدخل عليه الليل حتى صارت تلك الثياب من سندس خضر من ثياب الجنة فقد جمع فيه بين ألفاظ الألوان المتقابلة وهي الحمرة والخضرة وقصد بالأول الكناية عن القتل لظهور أنّ التردي بثياب الموت حال كونها حمرا يلزم منه القتل عرفاً مع قرينة السياق وبالثاني عن دخول الجنة للعلم بأنّ أهل الجنة يلبسون الحرير الأخضر، فالمجموع كناية عن كونه شهيدا من أهل الجنة وإنّما سمّي هذا القسم بالتدبيج; لأنّه في الأصل: من دبج المطر الأرض إذا زينها بألوان النبات فشبه ذكر ألفاظ الألوان في الكلام بما يحدث بالمطر من ألوان النبات وسمّي باسم التدبيج. ٧ الإدماج: أن يضمن كلام سيق لمعنى معنى آخر أي: أن يجعل المتكلم الكلام الذي سيق لمعنى متضمنا لمعنى فيكون المعنى الآخر ملفوفا في الكلام وداخلا فيه; ولذلك سمي بالإدماج; لأن الإدماج في اللغة: اللف والإدخال، يقال أدمج الشي في ثوبه أذا لفّه وأدخله فيه نحو: قول أبي الطيب ï