عنوان الكتاب: دروس البلاغة

لا بالتضاد: كقوله:

إِذَا صَدَقَ الْجَدُّ اِفْتَرَى الْعَمُّ لِلْفَتَى
.

 

مَكَارِمُ لاَ تَخْفَى وَإِنْ كَذَبَ الخَالُ
[[

فقد جمَع بين الجدّ والعمّ والخال، والمراد بالأوّل: الحظّ وبالثاني: عامّة الناس بالثالث: الظنّ.

١٠ الاستخدام: هو ذكر اللفظ بمعنىً وإعادة ضمير عليه بمعنىً آخر، أو إعادة ضميرَين تريد بثانيهما غيرَ ما أردته بأوّلِهما، .....

التناسب لا بالتضاد والتقابل كما في الطباق بل بالتوافق بأن يكون بينهما مصاحبة في الإدراك أو مناسبة في الشكل أو ما أشبه ذلك كقوله:

إذا صدق الجد افترى العم للفتى

مكارم لا تخفى وإن كذب الخال

فقد جمع بين الجد والعم والخال ومعانيها المتبادرة منها متناسبة قطعاً وإن كان ما هو المراد هاهنا من المعاني ليس بينها تناسب بشئ من أوجه التناسب من التقارن في الإدراك أو المناسبة في الشكل أونحو ذلك كيف والمراد هاهنا بالأوّل أي: الجد الحظ وبالثاني أي: العم عامة الناس وبالثالث أي: الخال الظن ومن الظاهر أنه ليس بين هذه المعاني تناسب بوجه من وجوه التناسب فعلم من هذا أن المراد بتناسب المعاني في مراعاة النظير ليس هو تناسب المعاني المرادة في الحال بل مطلقا سواء كانت تلك المعاني مرادة في الحال أولا. ١٠ الاستخدام: هو ذكر اللفظ الذي له معنيان أو أكثر سواء كانت حقيقية أو مجازية أو بعضها حقيقية وبعضها مجازية بمعنى من تلك المعاني واستمعاله فيه وإعادة ضمير عليه أي على ذلك اللفظ لكن لا باعتبار إرادة ذلك المعنى الذي أريد بل بمعنى آخر من جملة معاني ذلك اللفظ أو ذكر اللفظ بمعنى إعادة ضميرين إليه بالمعاني الآخر بحيث تريد بثانيهما أي بثاني الضميرين معنى غير ما أردته بأوّلهما وغير ما أردته باللفظ أيضا ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239