فالأوّل: نحو قوله تعالى: ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: ١٨٥]، أراد بالشهر الهلالَ، وبضميره الزمانَ المعلوم، والثاني: كقوله:
فَسَقَى الْغَضَاءَ وَالسَاكِنِيْهِ وَإِنْ هُمْ |
| شَبُّوْهُ بَيْنَ جَوَانِحِيْ وَضُلُوْعِيْ |
الغضاء شجر بالبادية، وضمير ½ساكنيه¼ يعود إليه بمعنى مكانه، وضمير ½شبّوه¼ يعود إليه بمعنى ناره.
وإلاّ لم يكن أحد الضميرين استخداماً والكلام في الضمير العائد على وجه الاستخدام فالأوّل من الوجهين المذكورين: وهو أن يذكر اللفظ ويراد به أحد المعنيين وبضمير معناه الآخر نحو قوله تعالى: ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ فإنّه سبحانه أراد بالشهر الهلال ولعلّ وجه هذه الإرادة; أنّه لو أريد به الزمان المعلوم لم يترتب عليه الأمر بالصوم; لأنّ شهود الشهر بتمامه إنّما يكون بعد انقضائه ولا معنى; لترتب وجوب الصوم فيه بعد انقضائه و أراد بضميره العائد إليه في فليصمه الزمان المعلوم وهو ظاهر جداً، فقد أريد بلفظ الشهر معنى وأريد بضميره معنى آخر فهذا من الوجه الأول و الوجه الثاني: وهو أن يذكر اللفظ ويراد به معنى وبأحد ضميريه معنى يغايره وبضميره الآخر معنى يغائرهما كقوله: فسقى الغداء الساكنيه وإن هم شبّوه بين جوانحي وضلوعي الغضا شجر بالبادية وضمير ساكنيه يعود إليه بمعنى مكانه; إذ يطلق عليه الغضا مجازاً وضمير شبّوه أي :أوقدوه يعود إليه بمعنى ناره; إذ يقال لها: غضا أيضاً على سبيل المجاز; لتعلقها به والجوانح: جمع جانحة وهي العظم مما يلي الصدر، فقوله: وضلوعي من عطف التفسير وهذا أي: قوله بين جوانحي وضلوعي كناية عن القلب وشبّ النار في القلب عبارة: عن إيذاء شدة الحبّ فقد ذكر في هذا البيت: الغضا بمعنى الشجر ثُمّ ï