عنوان الكتاب: دروس البلاغة

١١ الاستطراد: هو أن يخرُج المتكلّم من الغرض الذي هو فيه إلى آخرَ لِمناسَبة، ثُمّ يرجع إلى تتميم الأوّل، كقول السمؤل:

وَإِنَّا أُنَاسٌ لاَ نَرَى الْقَتْلَ سُبَّةً
يُقَرِّبُ حُبُّ الْمَوْتِ آجَالَنَا لَنَا
وَمَا مَاتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ
.

 

إِذَا مَا رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُوْلٌ
وَتَكْرَهُهُ آجَالُهُمْ فَتَطُوْلُ
وَلاَ طُلَّ مِنَّا حَيْثُ كَانَ قَتِيْلُ
[[

فسياق القصيدة للفخر، واستطرد منه إلي هجاء عامر وسلول،

أعاد إليه الضمير أولا بمعنى المكان النابت فيه شجر الغضا مجازاً ثُمّ أعاد إليه الضمير ثانيا بمعنى النار الموقدة فيه مجازا أيضا.

فهذا هو الوجه الثاني من الوجهين المذكورين للاستخدام. ١١ الاستطراد: هو أن يخرج المتكلم من الغرض الذي هو فيه كغزل أو فخر أو وعظ أو غيرها إلى غرض آخر لمناسبة بين الغرضين وجهة جامعة مقبولة بينهما ثُمّ يرجع إلى تتميم الغرض الأوّل كقول السمؤل على وزن فعولل وإنا أناس لا نرى القتل سبة السبة: ما يسب به كما أن الخدعة: ما يخدع به وأصل السب القطع ثُمّ استعمل إلى الشتم والعار إذا ما رأته عامر وسلول قبيلتان يقول: إذا حسب هولاء القتل عاراً عدّه عشيرتي فخراً يقرب حبّ الموت أي: جنباً للموت آجالنا لنا وتكرهه آجالهم فتطول يشير به إلى أنّهم يغتبطون: لاقتحامهم المنايا وإن عامرا و سلولا يعمرون لمجانبتهم الشر كراهة للموت وحبّاً للحياة وما مات منا سيد حتف أنفه يقال: مات فلان حتف أنفه، إذا مات من غير قتل ولا ضرب ولا طلّ منا أي لم يبطل دم قتيل منا، يقال: طلّ دمه إذا بطل ولم يطلب به وقد طلّه فلان أبطله حيث كان قتيل و المعنى: إنّا لا نموت ولكن نقتل دم القتيل منّا لا يبطل ولا يذهب هدرا فسياق القصيدة للفخر وهو الغرض الأصلي للمتكلم ثُمّ انتقل واستطرد منه إلى هجاء عامر وسلول ببيان أنّهما ضدّان لعشيرته في الشجاعة; ليظهر من هذا ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239