عنوان الكتاب: دروس البلاغة

ثُمّ عاد إليه.

١٢ الافتنان: هو الجمع بين فنَّين مختلفَين، كالغزل والحماسة، والمدح والهجاء، والتعزية والتهنية، كقول عبد الله بن همام السلوليّ حين دخل على يزيد؛ وقد مات أبوه معاوية وخلفه هو في الملك: ½آجرَك الله على الرُزيّة، وباركَ لك في العطيّة، وأعانَك على الرَعيّة، فقد رُزئت عظيماً، وأُعطيتَ جسيماً، فاشكر الله على ما أُعطيتَ، واصبر على ما رزئتَ، فقد فقدتَ الخليفة، وأعطيت الخلافة، ففارقت خليلاً، ووُهبت جليلاً¼.

اِصْبِرْ يَزِيْدُ فَقَدْ فَارَقْتَ ذَا ثِقَةٍ.

 

وَاشْكُرْ حِبَاءَ الَّذِيْ بِالْمُلْكِ أَصْفَاكَ[[

لاَ رُزْءَ أَصْبَحَ فِي الأَقْوَامِ نَعْلَمُهُ

 

كَمَا رُزِئْتَ وَلاَ عُقْبَى كَعُقْبَاكَ

 

شجاعة عشيرته زيادة ظهور لما تقرّر أن الأشياء تتبين بأضدادها ثم عاد إليه أي: إلى بيان الفخر الذي هو الغرض الأصليّ له. ١٢ الافتنان: هو الجمع بين فنين أي نوعين من المعاني مختلفين كالغزل والحماسة فإنّ الأوّل: عبارة عن محادثة النساء ومرادوتهن والثاني: عن الشجاعة وهما فنّان مختلفان وكذا حال المدح والهجاء والتعزية والتهنية; فإن الهجاء نوع مختلف; لنوع المدح والتهنية نوع مغائر لنوع التعزية فالكلام الذي اجتمع فيه مثل هذين النوعين يسمى مفتناً وذلك الجمع افتناناً كقول عبد الله بن همام السلولي حين دخل على يزيد وقد مات أبوه معاوية وخلفه هو في الملك: آجرك الله على الرزية بالفتح والياء المشددة، المصيبة وبارك لك في العطية وأعانك على الرعية فقد رزئت عظيماً وأعطيت جسيماً فاشكر الله على ما أعطيت واصبر على ما رزئت فقد فقدت الخليفة وأعطيت الخلافة ففارقت خليلاً ووهبت جليلاً

اِصْبِرْ يَزِيْدُ فَقَدْ فَارَقْتَ ذَا ثِقَةٍ
لاَ رُزْءَ أَصْبَحَ فِي الأَقْوَامِ نَعْلَمُهُ
.

 

وَاشْكُرْ حِبَاءَ الَّذِيْ بِالْمُلْكِ أَصْفَاكَ
كَمَا رُزِئْتَ وَلاَ عُقْبَى كَعُقْبَاكَ
[[


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239