i تبليغ، إن كان ذلك ممكناً عقلاً وعادة، كقوله في وصف فرس:
إِذَا مَا سَابَقَتْهَا الرِيْحُ فَرَّتْْ . |
| وَأَلْقَتْ فِيْ يَدِ الرِيْحِ التُرَابَا |
i i وإغراق، إن كان ممكناً عقلاً لا عادة، كقوله:
وَنُكْرِمُ جَارَنَا مَا دَامَ فِيْنَا |
| وَنَتْبَعُهُ الكَرَامَةَ حَيْثُ مَا لاَ |
i i i وغلوّ، إن استحال عقلاً وعادة، كقوله:
تَكَادُ قِسِيُّهُ مِنْ غَيْرِ رَامٍ |
| تُمَكِّنُ فِيْ قُلُوْبِهِمُ النِبَالاَ |
لأنّها تبليغ إن كان ذلك المدّعي ممكنا عقلا وعادة كقوله في وصف فرس بأكثار العدد والسبق:
إِذَا مَا سَابَقَتْهَا الرِيْحُ فَرَّتْْ |
| وَأَلْقَتْ فِيْ يَدِ الرِيْحِ التُرَابَا |
فإنّ ادعاء بلوغ الفرس في العدد والسبق إلى حالة إذا سابقتها الريح فرّت وألقت في يدها التراب، ممكن عقلا وعادة وإن كان وجودها في الفرس في غاية الندور والبعد وإغراق إن كان ذلك المدّعى ممكنا لإعادة، كقوله: ونكرم جارنا ما دام مقيما فينا ونتبعه أي: نرسل إليه ونبعث في أثره الكرامة حيث مالا أي: سار ورحل عنّا وسكن مع غيرنا، فإدّعاء أنّهم يكرمون الجار في حالة كونه مقيما عندهم وفي حالة ارتحاله عنهم وكونه مع غيرهم إدّعاء لما هو ممكن عقلا وهو ظاهر جدّا لا عادة لانطباع النفوس على الشحّ وعدم مراعاة غير المكافاة حتّى أنّه يكاد أن يلتحق بالمحال عقلا في هذا الزمان وغلوّ إن استحال ذلك المدّعي عقلا وعادة كقوله:
تَكَادُ قِسِيُّهُ مِنْ غَيْرِ رَامٍ |
| تُمَكِّنُ فِيْ قُلُوْبِهِمُ النِبَالاَ |
فقد بالغ في وصف قسّيه حيث صيرها حيث تمكن النبال في قلوبهم من غير رام ومعلوم أنّ تمكينها النبال في القلوب من غير رام محال عقلا وعادة، فهذه المبالغة غلوّ.