فالسكون راجع إلى الليل، والابتغاء راجع إلى النهار، وكقول الشاعر:
ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُنْيَا بِبَهْجَتِهَا |
| شمْسُ الضُحَى وَأَبُوْ إِسْحَاقَ وَالقَمَرُ |
١٧ إرسال المثل والكلام الجامع: هو أن يؤتى بكلام صالح؛ لأنّ
الليل والنهار على التفصيل ثمّ ذكر السكون والابتغاء الراجعين إليهما فالسكون راجع إلى الليل لظهور مناسبته لليل والابتغاء راجع إلى النهار للمناسبة أيضآ والقسم الثاني: وهو أن يكون ذكر المتعدّد على سبيل الإجماع كقول الشاعر:
ثَلاَثَةٌ تُشْرِقُ الدُنْيَا بِبَهْجَتِهَا |
| شمْسُ الضُحَى وَأَبُوْ إِسْحَاقَ وَالقَمَرُ |
فقد ذكر هذه الثلاثة أوّلا على وجه الإجمال، من حيث التعبير عنها باسم العدد ثم بيّنها على التفصيل والتعبير عن كلّ منها باسمه الخاص به بقوله: شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر، لكنّ الوصف الذي ذكر لهذه الثلاثة وهو شرق الدنيا ببهجتها واحد مشترك بينها مع أنّ ما ذكره في تعريف الطيّ والنشر وهو المشهور أيضا يقتضي أن يكون الوصف لكلّ واحد من المتعدد المذكور أوّلا على وجه التفصيل أو الإجمال علحدة من غير أن يعيّنه المتكلم ثقته بأنّ السامع يعيّنه فالأظهر في المثال قوله تعالى: ﴿وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى﴾ فإنّه تعالى ذكر الفريقين على وجه الإجمال بالضمير في½قالوا¼ ;لكونه عائد للفريقين ثم ذكر ما يخص كلاّ منهما في قوله: ﴿إلا من كان هودا أو نصارى﴾ أي: قالت اليهود لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا وقالت النصارى لن يدخل الجنّة إلا من كان نصارى والقرينة على التعيين العلم بثبوت التضادّ بين اليهود والنصارى وبتضليل كل فريق صاحبه، فلا يمكن أن يقول أحد الفريقين بدخول الفريق الآخر الجنّة فوثق بالعقل في أنّه يعيّن كلّ قول لفريقه. ١٧ إرسال المثل والكلام الجامع هو توحيد الضمير باعتبار كونهما شيئا واحدا بالذات أن يؤتى بكلام صالح; لأنّ تمثيل به في مواطن كثيرة وذلك; لأنّه يقصد به حكم كلّي غير ï