عنوان الكتاب: دروس البلاغة

والبلاغة في اللغة: الوصول والانتهاء، يقال: ½بلغ فلان مراده¼ إذا وصل إليه، و½بلغ الركْب المدينة¼، إذا انتهى إليها، وتقع في الاصطلاح وصفاً للكلام والمتكلّم. فبلاغة الكلام: مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته،

الاقتدار علی التعبير عن مقاصده بكلام فصيح بالنظر إلی نوع خاصّ فقط كالمدح مثلاً، لا يكون فصيحاً والبلاغة في اللغة: الوصول والانتهاء، يقال: ½بلغ فلان مراده¼ إذا وصل إليه، و½بلغ الركْب المدينة¼، إذا انتهى إليها ونقل عن "التاج" و"القاموس": ½بلغ الرجل بلاغة¼ إذا كان يبلغ بعبارته كنه مراده، فعلی هذا أيضاً يكون معناها الوصول، وإن كان وصولاً مخصوصاً، وهو الوصول بالعبارة إلی كنه المراد، فلهذا قال ههنا: ½البلاغة في اللغة: الوصول والانتهاء¼، ولَم يقل: ½تنبئ عن الوصول والانتهاء¼، كما قال في بيان معنى الفصاحة وتقع في الاصطلاح وصفاً للكلام والمتكلّم لا للكلمة؛ لأنّ هذا أمر يتعلّق بالسَّماع، ولَم يسمع من العرب اتّصاف الكلمة بالبلاغة، ثُمَّ البلاغة أيضاً لا تقع وصفاً للكلام والمتكلّم بمعنی واحد، بل بمعانِيَ مختلفةٍ بحيث صارت بلاغة الكلام والمتكلّم، كأنّهما حقيقتان مختلفتان غير مشتركتين في أمر يصلح تعريفاً لَهما؛ فلذا بادَر بالتقسيم أوّلاً، وتعريفِ كلّ على حدة بعد ذلك، مع أنّ الأصل أن يذكر التعريف أوّلاً ثُمَّ التقسيم ثانياً، وقدّم تعريف بلاغة الكلام؛ لكونها مأخوذة في تعريف بلاغة المتكلّم، فقال: فبلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته قوله: ½مع فصاحته¼ حال من الضمير المجرور في ½مطابقته¼ الذي هو فاعل المصدر، وهذا شرط لتحقّق البلاغة، غير داخل في مفهومها؛ ولهذا لَم يذكره بعضهم، ثُمَّ

لَمَّا كان معرفة مقتضى الحال موقوفاً على معرفة الحال ضرورة أنّ معرفة المضاف من حيث إنّه كذلك يتوقّف على معرفة المضاف إليه، قدّم تعريف الحال ثُمَّ بيّن


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239