عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٣ التصدير ويسمّى ½ردَّ العَجُز على الصدْر¼، هو في النثر أن يُجعل أحد اللفظَين المكرّرَين أو المتجانِسَين أو الملحَقَين بِهما بأن جمَعَهما اشتقاقٌ أو شبهُه في أوّل الفقرة والثاني في آخرها،

لاتّحاد نوع حروفهما إلاّ الهاء والدال وهما متباعدان في المخرج; لأنّ الهاء من أقصى الحلق والدال من اللسان مع أصول الأسنان وجناس قلب إن اختلفا في ترتيب الحروف فقط بأن يقدم في أحد اللفظين بعض الحروف ويؤخّر ذلك البعض في اللفظ الآخر واتّفقا في النوع والعدد والهيئة كنيل ولين فإنّهما قد اختلفا في ترتيب الحروف لأنّ ما كان في أحد اللفظين قد ما صار مؤخّرا في الآخر وما كان مؤخّرا فيه صار مقدّما في الآخر فعكس ترتيب الحروف; ولذا سمّي ذلك النوع من الجناس القلب وكذلك مثل: ساق وقاس فإنّ اختلاف أحدهما بالآخر ليس إلاّ في ترتيب الحروف; لأنّه قدّم في أحدهما ما أخّر في الآخر من الحروف.

ولم يعتبروا في القلب تغير الحرف الوسط فوقوع الأنف هاهنا والياء في المثال الأوّل؛ في مكانهما لا يضرّ في وجود القلب. ٣ التصدير ويسمّى رد العجز على الصدر; لأنّه ينطق بالعجز كما نطق بالصدر هو في النثر أن يجعل أحد اللفظين  المكرّرين أي: المتّفقين لفظا ومعنى أو أحد المتجانسين أي: المتشابهين في اللفظ دون المعنى أو الملحقين بهما أي: بالمتجانسين بأن جمعهما اشتقاق بأن يكونا مشتقّين من أصل واحد أو جمعها شبهه أي: شبه الاشتقاق بأن يكونا متّفقين في جل الحروف أو كلّها على وجه يتبادر منه إنّهما يرجعان إلى أصل واحد كما في الاشتقاق وليسا في الحقيقة كذلك; لكون أصلهما مختلفا في نفس الأمر في أوّل الفقرة متعلّق بأن يجعل أي: هو في النثر أن يجعل في أوّل الفقرة أحد اللفظين المذكورين من تلك الأنواع و يجعل اللفظ الثاني منهما في آخرها أي: في آخر ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239