عنوان الكتاب: دروس البلاغة

نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ﴾ [الأحزاب: ٣٧]. وقولك: ½سائل اللئيم يرجع ودمعه سائل¼؛ الأوّل من السؤال والثاني من السَيلان، ونحو: ﴿ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ﴾ [نوح: ١٠]. أو نحو: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ ﴾ [الشعراء: ١٦٨].

تلك الفقرة فتكون أقسام هذا القسم من ردّ العجز على الصدر أربعة; لأنّ اللفظين الموجود أحدهما في أول الفقرة والآخر في آخرها أمّا أن يكونا مكررين أو متجانسين أو ملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق أو ملحقين بهما من جهة شبه الاشتقاق فهذه أربعة وقد مثّل المصنّف لها على هذا الترتيب، فقال نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فهذا مثال للقسم الأوّل وهو ما يوجد فيه أحد المكررين في أوّل الفقرة والآخر في آخرها; إذ وقع لفظ ½تخشى¼ في أوّل هذه الفقرة وكرّر في آخرها ولا يضرّ اتّصال الهاء بالآخر في كونه آخرا; لأنّ الضمير المتصل المفعول كالجزء من الفعل وقولك: سائل اللئيم يرجع ودمعه سائل وهذا مثال للقسم الثاني وهو ما يوجد فيه أحد المتجانسين في أوّل الفقرة والآخر في آخرها; لأنّ لفظ سائل الذي في أوّل الفقرة وسائل الذي في آخرها متجانسان; إذ الأوّل من السؤال والثاني من السيلان والمعنى طالب المعروف عن الرجل الموصوف باللائمة والرزالة يرجع والحال إنّ دمعه سائل أي: ½جار¼ ونحو قوله تعالى: ﴿ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا وهذا مثال للقسم الثالث وهو ما يوجد فيه أحد الملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق في أوّل الفقرة والآخر في آخرها; فإنّ لفظ ½استغفروا وغفارا¼ مشتقّان من المغفرة ولذلك الاشتقاق الحقا بالمتجانسين ونحو قوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ وهذا مثال للقسم ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239