عنوان الكتاب: دروس البلاغة

٢ وتعجيلُ المسرّة أوالمساءة، نحو: ½العفو عنك صدر به الأمر¼، أو ½القصاص حكم به القاضي¼.

٣ وكون المتقدّم محطّ الإنكار والتعجّب، نحو: ½أ بعد طول التجربة تنخدع بهذه الزخارف؟¼.

٤ وسلوكُ سبيل الترقّي، أي: الإتيان بالعامّ أوّلاً ثم الخاصّ بعده؛ لأنّ العامّ إذا

لكونها مستحدثة من التراب الذي تَنبُت منه، فتقديم المسند إليه هاهنا يوجب الاشتياق إلى أنّ الخبر عنه ما هو لكونه مشعراً بغرابة، وهي حيرة البريّة فيه ٢ وتعجيل المسرّة أو المساءة يعني: إذا كان اللفظ مشعراً بالمسرّة والمساءة وكان الغرض حصولَ واحد منهما للسامع بالتعجّل قدّم هذا اللفظ؛ ليحصل المسرّة أو المساءة بمستهلّ الكلام واللفظ المسموع أوّلاً نحو: ½العفو عنك صدر به الأمر¼، أو ½القصاص حكم به القاضي¼ ففي تقديم لفظ ½العفو¼ تعجيل المسرّة للسامع، وفي تقديم لفظ ½القصاص¼ تعجيل المساءة له ٣ وكون المتقدّم محطّ الإنكار والتعجّب، نحو: ½أ بعد طول التجربة تنخدع بهذه الزخارف؟¼ فتقديم هذا القيد يفيد أنّه محطّ الإنكار ومناط التعجّب، لا نفس الانخداع؛ إذ لو كان المقصود جعل الانخداع نفسه مناط التعجّب والإنكار، قدّم الانخداع، وقيل: ½أتنخدع بهذه الزخارف بعد طول التجربة؟¼، ويدلّ على كون المتقدّم مناط التعجّب والإنكار، تصريحهم في ½أينخدع بالزبيب بعد المشيب¼، و½أبالزبيب ينخدع بعد المشيب¼، و½أبعد المشيب ينخدع بالزبيب¼ بأنّ مناط التعجّب في الأوّل نفس الانخداع، وفي الثاني كونه بالزبيب، وفي الثالث كونه بعد المشيب ٤ وسلوكُ سبيل الترقّي، أي: الإتيان بالعامّ أوّلاً ثم الخاصّ بعده لغرض من أغراض ذكرِ الخاصّ بعد العامّ كالإيضاح بعد الإبهام لأنّ العامّ إذا لم يقدّم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239