عنوان الكتاب: دروس البلاغة

نحو:½اللئيم مَن إذا أحسنت إليه أساء إليك¼.

وأمّا العلم؛ فيؤتى به لإحضار معناه في ذهن السامع باسمه الخاصّ، نحو: ﴿ وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ ﴾ [البقرة: ١٢٧].

وقد يقصد به مع ذلك أغراض أخرى:

١ كالتعظيم في نحو: ½ركب سيف الدولة¼.

٢ والإهانةِ في نحو: ½ذهب صخر¼.

٣ والكنايةِ عن معنى يصلح اللفظ

التناول دفعة نحو: ½اللئيم مَن إذا أحسنت إليه أساء إليك¼ فإنّك لا تريد بهذا مخاطباً بعينه قصداً إلى أنّ سوء معاملة لا يختصّ واحدا دون واحد، فكأنّك قلت: ½إذا أُحسِنَ إليه¼، وفائدة العدول عن هذه العبارة إلى الخطاب المبالغة في تشهير سوء معاملته، كأنّك أحضرت كلّ واحد مِمَّن يمكن خطابه، فخاطبته بذلك وصوّرت سوء معاملته في ذهنه وأمّا العَلَم؛ فيؤتى به لإحضار معناه في ذهن السامع باسمه الخاصّ بمعناه بحيث لا يطلق باعتبار وضعه لهذا المعنى المخصوص على غيره، وإن أطلق على الغير باعتبار وضع آخر كما في الأعلام المشتركة نحو: ﴿ وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ فإبراهيم وإسماعيل علمان، أوتى بهما لأجل إحضار معناهما في ذهن السامع باسمهما الخاصّ وقد يقصد به مع ذلك أي: بإحضار معناه باسمه الخاصّ أغراض أخرى باعتبار معناه الأصلي قبل العلميّة، فإنّ الأعلام كثيراً مّا يلحظ فيها إلى معانيها الأصليّة ١ كالتعظيم في نحو: ½ركب سيف الدولة¼ مِمَّا كان الاسم صالحاً للتعظيم والمقام مقامه ٢ والإهانةِ في نحو: ½ذهب صخر¼ مِمَّا كان الاسم دالاًّ على الإهانة، والمقام يقتضيها ٣ والكنايةِ عن معنى يصلح اللفظ أي: لفظ العَلَم 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239