له في نحو: ﴿ تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ﴾ [اللهب: ١].
وأمّا اسم الإشارة؛ فيؤتى به إذا تعيّن طريقاً لإحضار معناه كقولك: ½بعني هذا¼ مشيراً إلى شيء لا تعرف له اسماً ولا وصفاً، أمّا إذا لم يتعيّن طريقاً لذلك، فيكون لأغراض أخرى:
١ كإظهار الاستغراب، نحو:
كَمْ عَاقِلٍ عَاقِلٍ أعْيَتْ مَذَاهِبُهُ |
| وَجَاهِلٍ جَاهِلٍ تَلْقَاهُ مَرْزُوْقاً |
له في نحو: ﴿ تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ﴾ مِمَّا ينتقل من معناه الأصليّ إلى ما يصلح كناية عنه، ففي قوله تعالى: ﴿ تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ﴾، عبّر بـ½أَبِي لَهَب¼ عن مسمّاه، وقصد باعتبار معناه الأصليّ أعني: ملازمَ اللهب، الكنايةُ عن كونه جهنميًّا؛ لأنّه لازم لملازمته للهب، فإنّ اللهب الحقيقيّ لهب نارجهنّم، فيكون انتقالاً من الملزوم إلى اللازم باعتبار الوضع الأوّل، وهذا القدر كافٍ في الكناية وأمّا اسم الإشارة؛ فيؤتى به إذا تعيّن طريقاً لإحضار معناه بأن لا يكون للمتكلّم إلى إحضار شيء بعينه في ذهن المخاطب طريقٌ سوى الإشارة الحسيّة كقولك: ½بعني هذا¼ مشيراً إلى شيء لا تعرف له اسماً ولا وصفاً فإنّك لا تجد حينئذ طريقاً إلى إحضاره سوى الإشارة أمّا إذا لم يتعيّن طريقاً لذلك، فيكون لأغراض أخرى: ١ كإظهار الاستغراب وهذا في مقام يكون للمشار إليه اختصاص بحكم بديع نحو: كَمْ عَاقِلٍ عَاقِلٍ أي: كامل العقل متناهٍ فيه؛ فإنّ تكرار اللفظ بقصد الوصفية يفيد ذلك، كما يقال: ½مررت برجل رجل¼، أي: كامل في الرجوليّة أعْيَتْ مَذَاهِبُهُ أي: أعيته وأعجزته طرقُ معاشه، فلا ينال منها إلاّ قليلاً، وكم وَجَاهِلٍ جَاهِلٍ أي: كامل الجهل تَلْقَاهُ مَرْزُوْقاً هَذَا أي: كون العاقل محروماً، والجاهلِ مرزوقاً الَّذِي تَرَكَ أي: صيّر