عنوان الكتاب: دروس البلاغة

السامع له، نحو: ﴿ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: ١٨]،

 وتسمّى ½أل عهديّة¼، أو الحكايةَ عن جميع أفراد الجنس، نحو: ﴿ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ﴾ [العصر: ٢]، وتسمّى ½أل استغراقيّة¼، وقد يراد بـ½أل¼ الإشارةُ إلى الجنس في فرد مّا، نحو:

إلى اليوم الحاضر بذات المعهود في الخارج وإمّا بمعرفة السامع له بواسطة القرائن، فتقوم هذه المعرفة مقام ذكره نحو: ﴿ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ أي: المعلومة لك، قيل: وكانت تلك الشجرة ½سمرة¼، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم جالساً في أصلها، وعلى ظهره صلى الله تعالى عليه وسلم غصن من أغصانها وتسمّى ½أل عهديّة¼ أي: عهديّة خارجيّة أو الحكايةَ عن جميع أفراد الجنس وذلك بأن يشار بـ½أل¼ إلى كلّ فرد مِمَّا يتناوله الجنس بحسب الوضع نحو: ﴿ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ فقد أشير فيه إلى كلّ فرد من أفراد جنس الإنسان بدليل الاستثناء، وهو قوله تعالى: ﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ﴾ [العصر: ٣]؛ لأنّ شرط الاستثناء المتّصل الذي هو الأصل في الاستثناء دخول المستثنى في المستثنى منه قطعاً، وهذا الشرط لا يتحقّق إلاّ بالعموم وإرادة الجميع، وتسمّى ½أل استغراقيّة¼ حقيقة، أو إلى كلّ فرد مِمَّا يتناوله بحسب متفاهم العرف، نحو: ½جمع الأمير الصاغة¼ أي: صاغة بلده، أو مملكته؛ لأنّ هذا هو المفهوم عرفاً، لا صاغة الدنيا وتسمّى ½أل استغراقيّة¼ عرفيّة وقد يراد بـ½أل¼ الإشارةُ إلى الجنس لكن لا لقصده من حيث هو، بل من حيث تحقّقه في ضمن فرد مّا هذا الكلام يدلّ على أنّ هذه اللام من فروع ½لام الجنس¼، وليست قسماً برأسها، ولعلّه لهذا الوجه لَم يجعل لهذا القسم اسماً على حدة، وهو عندهم مسمّى بـ½العهد الذهنيّ¼، وأكثرهم على أنّ ½لام الاستغراق¼ أيضاً من فروع ½لام الجنس¼، وقالوا: إنّ المنظور له في الاستغراق والعهد الذهنيّ كليهما الحقيقة 


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239