عنوان الكتاب: دروس البلاغة

وأمّا الْمُحَلَّى بـ½أل¼؛ فيؤتى به إذا كان الغرض الحكايةَ عن الجنس نفسِه، نحو: ½الإنسان حيوان ناطق¼ وتسمّى ½أل جنسيّة¼، أو الحكايةَ عن معهود من أفراد الجنس، وعهده إمّا بتقديم ذكره، نحو: ﴿ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا o فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ ﴾ [المزّمِّل: ١٦-١٥]، وإمّا بحضوره بذاته، نحو: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: ٣]، وإمّا بمعرفة

هو على وجه التهكّم والاستهزاء منهم، كما قال فرعون: ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيٓ أُرۡسِلَ إِلَيۡكُمۡ لَمَجۡنُونٞ﴾ [الشعراء: ٢٧]،كيف وهم لا يقرّون بنـزول الذكر عليه صلى الله تعالى عليه وسلّم وأمّا الْمُحَلَّى بـ½أل¼؛ فيؤتى به إذا كان الغرض الحكايةَ عن الجنس نفسِه أي: من غير اعتبار لِمَا صدق عليه من الأفراد، ولكن لا بدّ فيه من اعتبار حضور الحقيقة الجنسيّة في الذهن ليتميّز عن اسم الجنس النكرة، فإنّ الغرض منه وإن كان هو الحكاية عن الجنس من حيث هو، لكن لا باعتبار كونه حاضراً في الذهن نحو: ½الإنسان حيوان ناطق¼ فإنّ المراد بلفظ ½الإنسان¼ نفس معناه الجنسيّ ومفهومه الذهنيّ، لا فرد من أفراده؛ لأنّ التحديد إنّما يكون للحقيقة نفسِها لا لأفرادها وتسمّى ½أل جنسيّة¼ وأيضاً تسمّى ½أل طبعيّة¼ أو الحكايةَ عن معهود أي: عن فرد معهود بين المتكلّم والمخاطب من أفراد الجنس واحداً كان أو أكثرَ وعهده المفاد باللام إمّا بتقديم ذكره فيكون هذا الذكر طريق العهد لكونه قرينة نحو: ﴿ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا o فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فذَكر الرسول أوّلاً منكّراً بإرادة بعض الرسل، ثُمَّ لَمَّا أعاده وهو معهود بالذكر أدخل ½أل العهديّة¼؛ إشارة إلى المذكور بعينه وإمّا بحضوره بذاته فيكون هذا الحضور طريق عهده نحو: ﴿ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ فاليوم إشارة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239