عنوان الكتاب: دروس البلاغة

إِنّ الَذِيْنَ تُرَوْنَهُمْ إِخْوَانَكُمْ
.

 

يَشْفِيْ غَلِيْلَ صُدُوْرِهِمْ أَنْ تُصْرَعُوْا
[[

٤ وتفخيمِ شأن المحكوم به، نحو:

إِنَّ الَذِيْ سَمَكَ السَمَاءَ بَنَى لَنَا
.

 

بَيْتاً دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
[[

٥ والتهويلِ تعظيماً وتحقيراً، نحو: ﴿ فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ﴾ [طه: ٧٨]، ونحو: ½من لم يدر حقيقة الحال قال ما قال¼.

٦ والتهكّمِ، نحو: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ﴾[الحجر: ٦]

إِنّ الَذِيْنَ تُرَوْنَهُمْ بصيغة المجهول، والمعنى على البناء للفاعل أي: تظنّونهم؛ لأنّ استعمال ½الإراءة¼ بمعنى ½الظنّ¼ بصورة المبنيّ للمجهول، وإن كان المعنى على البناء للفاعل إِخْوَانَكُمْ يَشْفِيْ غَلِيْلَ صُدُوْرِهِمْ أي: عطش قلوبهم وحقدهم أَنْ تُصْرَعُوْا أي: تُصابوا وتُهلكوا بالحوادث، ففي هذا التعبير من التنبيه على خطائهم في هذا الظنّ ما ليس في قولك لو قلت: ½إنّ القوم الفلانيّ يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا¼ ٤ وتفخيم شأن المحكوم به تعظيمه من جهة إسناده إلى ذلك الموصول بصلته نحو: إِنَّ الَذِيْ سَمَكَ السَمَاءَ أي: رفعها بَنَى لَنَا بَيْتاً أي: بيت الشرف والمجد دَعَائِمُهُ أي: قوائم ذلك البيت أَعَزُّ وَأَطْوَلُ من دعائم كلّ بيت، فالإتيان بالموصول مع صلته وإسناد المحكوم به إليه يدلّ على فخامة شأن المحكوم به؛ لكونه فعلَ من رفع السماء الّتي لا بناء أعظمُ وأرفعُ منها في مرأى العين ٥ والتهويلِ تعظيماً وتحقيراً أي: تهويل معناه لقصد تعظيمه، أو تحقيره نحو: ﴿ فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ؛ فإنّ في هذا الإبهام الكائن في الموصول من التهويل والتعظيم ما لا يخفى لِمَا فيه من الإيماء إلى أنّ تفصيله تقصر عنه العبارة ونحو: ½من لَم يدر حقيقة الحال قال ما قال¼ فالموصول في قوله: ½قال ما قال¼ يدلّ على أنّه بلغ من التحقير غاية لا تدرك ولا تَفِي العبارة بتفصيلها٦ والتهكّمِ، نحو: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٞ ؛ فإنّ قولهم: ½الذي نزّل عليه الذكر¼، إنّما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239