عنوان الكتاب: دروس البلاغة

وحينئذٍ يكون منفيّها قريباً من الحال، فلا يصحّ ½لَمّا يجئْ محمّد في العامّ الْماضي¼.

وأمّا التوابع؛ فالتقييد بها يكون للأغراض الّتي تقصد منها؛ فالنعت يكون للتمييز، نحو: ½حضر عليّ الكاتب¼، والكشفِ، نحو: ½الجسم الطويل العريض العميق يشغل حيّزاً من الفراغ¼، والتأكيدِ، نحو: ﴿ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ﴾ [البقرة: ١٩٦]،

لتقريب الإثبات إلى الحال كذلك ½لَمّا¼ لتقريب النفي إليها، وحينئذٍ يكون منفيّها قريباً من الحال، فلا يصحّ ½لَمّا يجئْ محمّد في العامّ الْماضي¼؛ لأنّ معنى ½لَمّا يجئْ محمّد¼ نفي مجيئه في الزمان الماضي، ولكنّه قريب من الزمان الحال، فقوله: ½في العامّ الماضي¼ ينافيه وأمّا التوابع؛ فالتقييد بها يكون للأغراض الّتي تقصد منها ثُمّ لا بدّ لكلّ منها من فائدة تخصّه فالنعت يكون للتمييز أي: لتمييز الموصوف عمّا عداه حيث يراد نفْي تشريكه مع الغير في الاسم نحو: ½حضرعليّ الكاتب¼؛ فإنّك إذا قلت: ½حضر عليّ¼ احتمل أن يكون المراد به فلانَ أو آخرَ مِمّا يعرض له الاشتراك في التسمية، وإذا قلت: ½الكاتب¼خرج المحتمَل الآخرُ، وتَميَّز ما هو المراد، والكشف عن معنى الموصوف في مقام يقتضي التفسير والتعريف كجهل المخاطب بحقيقة الموصوف، نحو: ½الجسم الطويل العريض العميق يشغل حيّزاً من الفراغ¼؛ فإنّ هذه الأوصاف مِمّا يكشف عن معنى الجسم ويفسّره والتأكيد المراد بالتأكيد هاهنا مطلق المقرّر لا المعنى الاصطلاحيّ، وذلك إذا كان الموصوف متضمّناً لمعنى ذلك الوصف، نحو قوله تعالى: ﴿تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ ، وكقوله تعالى: ﴿ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ﴾ [الحاقة: ١٣]، ومثل: ½أمس الدابر لا يعود¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239