وقال الإمام الشافعي أيضا: مَن حفظ القرآن نَبُل قدرُه، ومَن تفقّه عظُمتْ قيمتُه، ومَن حفظ الحديث قويت حجتُه، ومَن لم يصن نفسه لم ينفعه العلم[1]. قال محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدأ أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب، قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل[2]. وكان الزهري أَوحَد أهل زمانه في حفظ الحديث.
وقد اهتمّ المسلمون بمذاكرة الحديث ومدارسته من أجل حفظه وضبطه وإتقانه، فكان المحدّثون يكتبون بالنهار ويعارضون بالليل، ويحفظون بالنهار ويتذاكرون بالليل. وهكذا شأن المحدثين ومن لم يكن كذلك فلا يسمّى من أهل الحديث. فعلى طالب الحديث أن يهتمّ بحفظ الحديث الشريف.
الأسباب التي يستعان بها على حفظ الحديث
ينبغي أن يكون قصد الطالب بالحفظ ابتغاء وجه الله تعالى، والنصيحة للمسلمين في الإيضاح والتبيين، فمن الأسباب التي يستعان بها في حفظ الحديث:
الأول:حسن النية: فإنها مفتاح كل خير، وسبب التوفيق والتيسير والبركة
في العلم. عن ابن عبَّاس رضي الله عنه قَالَ: ½إِنَّمَا يُحْفَظُ حَدِيثُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ¼[3].