النظر في الأدب بالليل؛ فإن القلب بالنهار طائر وبالليل ساكن¼. قال أبو بكر إنما اختاروا المطالعة بالليل لخلو القلب؛ فإن خلوه يسرع إليه الحفظ[1].
الخامس: اغتنام فترة الصبا والشباب: عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ½حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر¼[2]
وقال علقمة بن قيس النخعي في بيان قوة حافظة الشاب ورسوخ حفظه: ½ما حفظتُ وأنا شاب، فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة¼[3].
السادس: اختيار الأماكن المناسبة للحفظ: صفة المكان المناسب: أن يكون مريحاً، لا يشقّ على النفس المكثُ به، وأن يكون هادئاً، بعيداً عن الأصوات العالية، وأن يكون خالياً من الملهيات وما يلفت الأنظار، فلا يجلس في حديقة، ولا في ممرّ الناس وأسواقهم، بل يختار حجرة في منـزله، يتحفظ فيها.
السابـع: الجهر بقراءة ما يراد حفظه: ينبغي لمن طالع في كتابه أن يجهر بقراءته قدر ما يسمعه. ولذلك حكمة بيّنها والد الزبير بن بكار القرشي عندما رأى ابنه يتحفظ سرّا، فقال له: ½إنما لك من روايتك هذه (أي: تحفظك سراً) ما أدى بصرك إلى قلبك. فإذا أردت الرواية (أي: الحفظ)، فانظرْ إليها، واجهرْ